دَمْعَة غَرَام
الْعُمَر تَأَبَّطَ رَحِيلا وَ حُلْمَا تَوسُّد خَدّ السَّمَاء
لَيْلٌ يَنْسَانِي وَ قَدْ نَام مُتناسِياً أَنِيَنّ البؤساءْ
يَصْفَعنِي فِي حُلكَةِ الظَّلَامِ أَتَنَفَّسُ الصُّعَداءْ
أَكَتَمُ لَهِيبَ الْحُزْنِ وَ ذَاكَ قَلْبٌ مُبَعْثَرٌ أشلاءْ
صُرَاخُ قَلْبٍ مُرْتَابٍ طَافَ فَزَعا فِي الأرجاءْ
عَنْ صَوْتٍ يَتَلَمَّس دِفْأَهُ عَنْ أُمْنِيّاتٍ رَغداءْ
قَدْ غَابَ عَنْهُ وَ شَوْقٌ مُسْتَعِرٌ فِي لَيْلَةٍ قَمراءْ
كَأَنَّمَا أحاسِيسٌ لِلْوَهْم مُرتَدِيَةً ثَوْبَ العزاءْ
أَدْنَيْت يَدِيَّ فَكَأَنَّمَا سَرَابٌ فِي عُيُونٍ عَمياءْ
مِنْ عَيْنِيِّ يالَيتَهُ قَرِيبَا وَ مِنْ أَنْفَاسٍ جَدباءْ
كَغَيْثٍ يَرْنُو قَبْلَ هُطُولِ يَأْسٍ مُتَبَعْثِرٍ بِنكْباءْ
يَرْوِي ظَمَأ حَنينٍ لَفَحَتهُ نِيرَانُ غُربَةِ الأحبَّاءْ
تَائِهٌ أَنَا بَيْنَ الظَّلَامِ وَ الرَّوْحُ تَئِنّ بالخَواءْ
عَنْ لُحَيظاتٍ فِيهَا النُّور يُولَد وَلَوْ باستحياءْ
صَبَاحاً أَنْتَظِرهُ سَاجِداً إِلَى الْعُيُونِ الكحلاءْ
كَيْ أَثِبَ مُعَانِقاً نُوراً يَفِرُّ مِنْ لَيَالٍ جَوفاءْ
أَيَا نُوراً فُكَّ قَيدَ لَيْلِي وَتِلْكَ الْأمَانِي البتراءْ
دعِ الْعُيُونَ تُشْرِقُ فِي الصَّبَاحَاتِ العذراءْ
فِي قَلْبِي دَمعَةُ غَرَامٍ مافَتئتْ تَحِنُّ للبكاءْ
أَبُوحُ إِلَى اللَّيْل فِي جَوْفهِ مَوئلاً للنُدماءْ
عَنْ فِرَاقٍ أَثْخَنَ الْجِرَاحَ ومَاكانتْ رَحمَاءْ
أَبُوحُ شَاكِياً شَوْقاً إِلَى عُيُونٍ تُبَدِّد الظَّلماءْ
بَيْنَ الذِّكْرَى وَ النِّسْيَان تَرَاتِيلُ الآهِ الحَزناءْ
ْ حُبٌّ مُخَلَّدٌ تَرَاتِيلهُ كَلِمَاتٌ لَيْسَتْ بالصَّماءْ
مَوشُوماً عَلَى ثَغْرِ الرَّوْحِ دَيْمومَةً للبقاءْ
وَ يَنْطِقُ الْفُؤَادُ مُرَدِّدَاً الْحَنِينُ إِلَى اللقاءْ
بقلمي:
روح الروح
الشاعر مصطفى حلاق
سوريا
Commentaires
Enregistrer un commentaire