المـــــوتُ الشــــــاسع

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

حاوريني ايتها اليمامةُ بما جاشَ به صدرك ِ

صدرك ِ الواسعُ الكبيرْ

أعرفك ِ لا تبيتين على الهمَّ كي لا يُخسفَ قلبك ِ او تُكسفَ نفسك ِ

وما أنا بموقن ٍ من رجاحة ِ بالك ِ وأنت ِ تلقينَ لغةَ الحقول ِ جرداءَ من العافية ِ

فهبيني بعضُ الظنِّ الحسن ِ كي أحاورك ِ واطنبُ بمناقشة ِ خوافيك ِ الهائمة ِ

أولا ً

ــــــ : الموتُ ليس بشعا ً جدا ً كي نقلقَ منه ونعلقُ على الابواب ِ نعالا ً مقلوبةً فهو كاشفُ كلِّ الحقائق ِ التي أغلقَ فهمها علينا وماحي كلَّ الأسرار ِ التي اضرمت بحياتنا نارَ الاشتهاءْ

ثانيا ً

ـــــــ : لا ضررَ ولا ضرارَ سيربتُ أكتافنا ويأخذنا لقلبه الماسيّ بنعومة ِ الحرير ِ وترف ِ القطيفة ِ ، لن يعودَ العالمُ مثلما فهمنا وترتدُ قناعاتنا تنقلبُ ايماناتنا فموتٌ رحيمٌ مثل هذا اكبرُ من الاشتراكيينَ ومحققٌ للأممية ِ العظمى ومساو ٍ بين الطبقات ِ في فرن ِ عالم ٍ فريدْ

لن تكون لنا فيه نفسُ النظرات ِ ولا الخطرات ِ ولا الانفاسُ الغائرةُ والأنفسُ الحائرةُ

أرأيتَ أحدا ً ردَّ من الموت اخبرنا اننا همجٌ حمقى تسيرنا الرغباتُ وحبُ الشهوات ِ وإشتهاءُ كنز ِ المال ِ الذي هو سلوةُ المجانينْ

لستُ من المتطرفينْ

لا أحبذُ نهايةً عن اخرى

وأنتَ يا صديقي خذ ِ الكأسَ وإكرعْ لا جرمَ أنْ يكونَ عقلكَ في حوضكَ او في بطنكً او في أشياءَ أخرى

فعقلٌ فارغٌ أحيانا ً حاجبٌ للعذاب ِ

ستلقى عما قريبٌ من يقرّعَ أذنيكَ بخشن ِ الكلام ِ او زيف ِ العواطف ِ

فيزينُ لكَ طريقةً عن أخرى يتوغلُ في محاسنها حتى لتخالها ملكُ يمينكَ وما ملكتَ منها الاّ أشياءَ تغرقُ في قهقهة ٍ فارغةْ

منذورٌ أنتَ لسخافات ِ العصر ِ التكنولوجي تخلبكَ أضواؤها حيث لم تعد تلتفتُ لحظةً تقعدُ فيها الى نفسك تحاورها في ألم ٍ ألمَّ بها

حينئذ ٍ تجيءُ وتحينُ ساعتكَ المشتركةُ مع عالم ٍ حق ٍ

فتتكشفُ حقائقُ أنصعُ من شمس ٍ تتأرجحُ بكلِّ بهاها

في رابعة ِ نهار ٍ ما

ويبقى ثمةَ وجهُ الله ِ رابضٌ لا يريمْ

تتجمعُ بين يديه حسراتُ الغرقى وآهاتُ العشاق ِ وحنين الفقراءْ

فلا يعدو ميزانه العدلُ

ولا تبرحُ نفسٌ الاّ بما قدمتْ يداها .

,

,

_______

مهدي الماجد

28/3/2018


Commentaires

Articles les plus consultés