نص بعنوان / أنا ولوحتي العارية ..
و يٌكتشف الغموض و تتسلط الاضواء حتى يصبح المرء اسيراً لها ,,
حتى ينعكس الظل على النور ليشكل لنا مداراً مشعاً واسعاً غير مبهم في الكشف عن تلك اللوحات العارية التي رُسمت بأنامل الفنان ,,
حينما كنت أتجول بين تلك اللوحات المثيرة للجدل و ما بين تصنيفاتها الغامضة و العارية التي رُسمت و تكونت ثم أجهضت من أجلها الكثير من الحكايات و أدهشت عقول المعجبين بها ,,
من قِبل اولئك الزائرين المغرمين بها من الطبقات المثقفة الواعية ,,
و من هنا تكون المُكوّن و صُنّف المصنف بلوحةٍ عاريةٍ في ذلك المتحف الذي أزوره اليوم و لاول مرة بعد ان تمادي بحلمي زيارته ,,
و لم أكن أعلم بأن القدر سيأخذني أليه دون علم أو ادراك ,,
حاولت الكذب على نفسي و انكار فكري و رغبتي بأني لست من الذين يدعونهم بالمثقفين أو حتى الأقل منهم مكانة , وقفت بالقرب من أحداهن مندهشاً , متهاوياً , متمايلاً , غارقاً , بتفاصيل منحنيات تلك الضربات بٍفرشاته التي حاول بها أن يترك ذلك الفنان أثراً غامضاً عليها و أن تكون أشبه بدلالات عميقة يصعب على الكثيرين قراءتها أو فك شيفرتها ,,
شعرتُ بأنها تناديني ترغّبني تأسرني بنظراتها الثاقبةُ اللامعة ,,
خجلتُ حينها و أنا انظر الى تفاصيل معالمها ثم طأطأت رأسي دون النظر مجدداً ,
ثَم أحدهم يضع كفه على كتفي من الخلف قائلا , هيا تحرك , لما تقف مرتبك أمامها و يداك مبللتان بالعرق متمايلاً كما تتمايل الأشجار حينما تغزوها تلك العواصف الهوجاء ؟
حدقتُ في عينية قائلاً هل تود الاختلاء بها , أم سرقة تفاصيلها ؟ ضحك في وجهي قائلاً بل بالتمعن في جسدها , قلتُ له : العجب العجب , قال لما , قلتُ كم مشوه الفكر أنت !,
حينها ابتسم بخجل ثم رحل ,,
وتابع ذلك المثقف التربص بغيرها و غيرها بنظرات شيطانية غير رحمانية ,
و أنا مازلتُ أقف أمامها متأملا تلك الروح التي تطوف من حولي بطريقة فلكلوريةٍ رائعة , و أنا أفكر كيف سأغادرها دون وداع ؟
أم اودعها وداعا ملكي يليق بها ؟
, و فجاةً تتحرك ملامحها , ثم جميعها , ثم تهبط خارجةً من اطار رسمتها تتخطى نحوي عارية من ثيابها , قائلةً :.. هل لك ان تخلع معطفك كي أستر به جسدي العاري ؟ قلتُ بكل سرور , حينها قمت بخلع معطفي لألبسه لها , و هي كانت تقترب مني بخطوات ليست بكثيرة ,,
و أنا أتلفت من حولي عسى أن لا يراها أحد و هي تقترب مني وكأن الجميع يتربص و ينتظر ماذا سيحدث بعد ارتدائها ,,
و عند اقترابها طلبت ان أضعه على كتفها , و عندما وضعته , و اذا به يسقط من بين أنامل يدي قتيلاً على الأرض , و كانت تلك اللحظات الجميلة , ليست الا بحلمٍ عابر ,
حينها غضبت جداً و شعرت بأني لا أستطيع ان أتمالك نفسي من شدة الغضب و الخجل من هولائك الحاضرين الذين كانوا يتابعون كل شيء دون علمي ,,
فحملتهُ من الأرض خارجا مسرعا دون العودة من جديد ....
بقلم الكاتب / مهند كريم التميمي !!
Commentaires
Enregistrer un commentaire