رائعة من روائع الشاعر غسان يوسف/سوريا

 عتمةِ الطَّريق 


كأنَّكِ الوشُم في القلب ...

كأنَّكِ النَّهرُ الذي يعبرُ أنفاسي ...

كأنَّكِ أغاني الحصاد ...

وأحلامُ المحرومين ...

دعيني أحملُ جُرحي ...

وأمضي في عتمةِ الطَّريق ...

أبحثُ عن جُرحٍ يُشبهُ جرحي ...

عن حُلم يُشبهُ حُلمي ...

عن امرأةٍ تُشبهُ أوجاعي ...

كلّما أختنقتُ أكثر ...

تستثرُ شهوتي للبُكاء ...

الشَّمسُ باردةُ هذا اليوم ...

والبلدُ يطفو على وجهِ الفراغ ...

لاشيءَ يُضيءُ على وجهي ...

ولا شيءِ يوقظُ في ذاكرةِ ليليَ ...

الحنين ...

كلُّ الشَّوارعِ مُكتئبةُ ...

كلَّ الأرصفةِ حزينةُ ...

حتّى القُبورِ ...

قبورِ الأحَّبةِ تسألُْ عن الزائرين ...

لما تبدو كلُّ المشاعرِ مُنكسرة ؟؟؟

لا جسدَ يشهق ...

لاغُصنَ يرقصُ من أغاني النَّدى ...

ولا ليلَ يحنُ للعناقِ ...

أو يلهُف للقُبل ...

يا حبيبةُ ...

لافضاءَ تتنفَّسُ فيهِ لُغتي ...

سوى عينيكِ ...

لا شيءَ يُشعلُ نارَ المعاني ...

سوى شفتيكِ ...

تعالي كالرَّيحِ ننثرُ رمادَ الفينيق ...

كالبرقٍ تحمليَنَ باقاتِ المطرِ ...

فيخضرُّ وجهُ الحَجر ...

ويُزهرُ بينَ يدكِ الفراغ ...


غسان يوسف


Commentaires

Articles les plus consultés