رائعة من روائع الشاعر مهدي سهم الربيعي/العراق

 ملاك بملامحٍ مشبوهة

===============

لَسْتُ سِوَى صَوْتِ بُكَاءٍ يَسْتَغِيثُ فِي الْبَريَّةِ . . لَا أَنْدُبُ حُظُوظَ الجُبناء . . الشَّجَاعَةُ غَرِيزَةٌ . . 

تائهةٌ فِي حُلمٍ سَيٍّء . . تُراودني . . تَمْلَأ جمجمتي المتخمةَ بِالنِّسْيَان . . إلَّا شَرْخاً وَاحِداً . . مِنْ خِلَالِهِ أَلِجُ تراكماتٍ طاعنةَ الندوبِ . . 

لَا أَجيدُ القَفْزَ عَلَى وَجْهِ رَجُلٍ مَيِّتٍ . . سأرتشفُ كَأْسًا ثقيلةً . . 

أَزْيَدُ بِهَا ثَمالتي . . و أُبْحِرُ إلَيّ . . أَنَا الْجَزِيرَةُ الغارقةُ . . أتظاهرُ بِأَنِّي حَزِينٌ وَاسْتَمْتَعُ بِالصَّمْتِ . . 

أتجاهلُ وُجُودَ المنفى . . 


تِلْكَ النُّقْطَةُ الْعَمْيَاءُ فِي رادارِ الْإِنْسَانِيَّةِ . . 

عَاقِلٌ . . ﻻاريدُ أَنْ أَكُونَ شِرِّيرًا تَائهاً مهووساً . . 

ﻻ أُرِيدُ إلَّا وِسَادَةً صَغِيرَةً للرقادِ . . نَافِذَةً مِنْهَا أُكَلِّمُ النُّجُومَ . . 

وَامْرَأَةً تعْرَف كَيْف تَجْعَلُنِي مَذْهُولاً بِالْوَهْمِ . . لَسْتُ مخبولاً عَلَى الْإِطْلَاقِ . . غَيْرَ أَنَّ الْجَمَالَ أَكْثَرُ صُعُوبَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ .

==========================

مهدي سهم الربيعي /العراق/


Commentaires

Articles les plus consultés