رائعة من روائع الشاعر ادريس الهكار /المغرب
إن لم يكن للصمت لسان وأذنان فله عينان
..........................................................
أناديني
أصيح في وجهي
أوبخني
منذ متى وأنا هنا ... لا أجيبني
وقلتُ لي
الصمت يواسيني
حروفي يا أنا ... تتكلم عني
.........................................
انتشر الصمت يستغيث: أنقذوني !
فارتعد اللسان حائرا يتساءل من يكون ذا ؟
أجبته، قد ضاع الإلهام سدى، يوم قلت أن الصمت لغة تجاهلوني.
وأبو الجهالة كلام لا يغني عن صمت صاحبته منذ الأزل.
فلا فضة كلام ولا ذهب صمت أشفيا غليلي.
ويا عجبا لطبلتي أذني مما تسمع،
ويا عجبا من أياد بلغوها تتباهى، تسبح في بحر حوته لا يشبع.
إني لأرى الألوان لونان، أحمر وأصفر على شفاه تخدع،
أنوفها تقطر وعيونها تحقر،
وقلبي وقلبك أيها الشاعر يضمر ما يضمر،
إذا تكلم سخروا وإذا صمت تجاهلوا.
وقلت مهما عمرت يا زمن،
سأبدأ من أول السطر أرتبها حروفا،
فدونها في كتبك لغة كنت بها وما زلت أسعد.
الصمت لغة والكلام لغة وحروف سؤال
والجواب إنسان ليثه يعتبر
.........................................
من كل الأعماق
يثور العمق
يختار الصّمتَ
يوبخني
أينك يا أنا
ألم أنا
عَشِقَ موج الصدى
صدى عبرات
ملأت جفون اليم
خرقت المدى
مدى الأفق
القريب البعيد
إلى حيث المنتهى
.........................................
صمتك نشيد أهواه
لغته خجل، ما رأيت سواه
حروفه بصمات
على الجبين كما على الشفاه
سألت قلبي
ماذا دهاه
دمعة على الخد
تقطر ندى، تسر آه أه
والقد ميال
يتمختر فما أرقاه
من عينيه شعاع يلمع ... ما أبهاه
صمتك نشيد أهواه
ناولني خصلة من شعرك
تذكرني غيابي وقضاه
لا تخجلي
ومدي يدك أقبلها
أنا المتيم
ومن العشق ما أشقاه
صمتك نشيد أهواه
ابتسامتك رضا
تسطع من ثغرك
بلسم يشفي
وا عليلاه
حلم منذ الأزل أراه
هكذا ذكرتني الأسطورة
أنا الراوي
لن أخشى صمتا علمني كيف أهواه.
.........................................
إدريس الهكار
Commentaires
Enregistrer un commentaire