نص رائع من روائع الأديب أنس الشرايبي / المغرب
إلى تلك التي لم تعد - الجزء العاشر -
لذا؛ بعد فترة من الكتابة لقضايانا العربية المفلسة أخرجت ذلك الركام المنسي من خطابات ذلك الزمن، تلك التي تركتها على حافة الذكريات، رغم كوني أدرك أن أخطر ما يمكن أن يقبل عليه كاتب هو نثر رماد ذاكرته العشقية لمن لم يعد يعنيه أمر قصة حب!
ذلك أن معظم رسائل الحب بات ينظر لها في زمن البؤس العاطفي كما لو أنها مجازفة عاطفية في التوقيت الخطأ، أو ربما على الأرجح زلة أدبية قد تضع رماد انتظارات كاتب أمام واقع سخرية حدث ان وقع في شراكها كتاب، وعدد من مشاهير الفن والسياسة وغيرها.
شخوص ربما قدر لخطاباتهم أن تقع بين الأيدي الخطأ، او أن تضعها الصدفة بين أيدي من قامروا بها لجني ما سيزايد به أثرياء الألفية الثانية أو الثالثة من ملايين وأحيانا مليارات.
قرابة إثنا عشرة سنة من التريث، وبعد زمن من خيبة ذلك المراقب الذي وقعت بين يديه تلك الخطابات، ذاك الذي قادني بعد حصة من التوبيخ إلى تلك الغرفة المغلقة آملا في انتزاع اعتراف بهوية تلك الأنثى وما استطاع يومها سوى فتح ذلك الباب، معلنا انتهاء فترة الحجز، ولم أفهم الحقيقة سوى بعد عمر، بعد ان أيقنت ان ذلك المفتش كان قد وجد قضيته في سرب من اعتنقوا الأصولية، وأن الكلمات التي غادرت شفتيه يومها كانت من تنظير داعية في مسجد كان يؤطر من تقطعت بهم السبل......
بقلمي
أنس الشرايبي
Commentaires
Enregistrer un commentaire