رائعة من روائع الشاعر مصطفى سليمان /المغرب.

 




🌹على ضفاف المجرى الثابت🌹 


... و من يَمُسُّكَ .. 

أيها الطَّيف المهادن الجميل 

أحلك ظروفك .. 

لا الشمس و لا المطر و لا الشجر 

قبضت عليك يوما في حالة تَمَثُّل 

... و لو خفية .. 

تمر على عبق ظلك 

الذي يختفي و لا يظهر .. 

تكفيك شبه ابتسامة 

لترى هول الأقنعة تنهار .. 

وحدها العصافير 

كلما رفرفت 

تلطف وجه صباحاتك 

و أنت الذي لم يذق طعم الخديعة 

و لا أحلام الليل و السهاد 

عَلِما عنوانك و لا مكان رقادك ..

أنت الواقف عرض الممشى 

تسير الذكريات طولك 

و لا تهتم للأرصفة المهجورة 

و لا المركبات السائرة متاهات الأزمنة .. 

كل المواعيد لا تأتي إلا بأمر منك 

و كل المدعويين 

يخشون الصلاة إلا من بعدك .. 

يعترفون أمام سدة شموخك 

ما اقترفت أحلامهم 

و أنت الليل الذي لم تنعمه 

مترفعا عنه نهارك .. 

و الكل يخشى حلكته 

و بكاء الضحايا الآتية من هنالك 

تخاطب فيك الروح لوحدك .. 

كل الأرواح حاشيتك 

تجمدت حر الأفئدة و صهد المكيدة .. 

لا الوصايا 

و لا الترانيم 

و لا الذكر الحكيم 

آثرتهم عن اعتناق كل الأدينة .. 

لا فطور الصبح 

و لا غذاء الظهيرة 

و لا العشاءات الأخيرة 

افتكرتهم .. 

تبرأتهم و ناءت تيههم 

كلما اتبعوا سبيل الطرق إلى روما 

و لا طريق أعادهم ذواتهم .. 

تاهوا تيههم الأخير 

ليركنوا المواجيع دموعا 

مجاراة التماسيح البريئة 

ترهات الأكذوبة المنسوجة غفلة التاريخ .. 

ألوانهم التي لا تعكس نور الوضوح 

على صفحات سجل الأيام الصقيلة 

تهادنهم فقط لتنسل أقرب فرصة 

في حضور غيابهم .. 

سرقوا وجوه المارة المتخشبة 

و لبثوا الأمكنة هاربين الأسئلة .. 

و الكل مقيد كتب التاريخ 

و لا مجال للجغرافية .. 

الكل مشغول علوم الآثار و التنقيب 

و طمس الهوية 

و معاني الحقيقة الزاهية .. 

كم يكفيك .. سلال المهملات 

فما أروعك .. و ما أنبلك .. 

حتى في أنذل ظروفهم 

تحن و ترحم من يعبث رحمك 

تنتشلهم مزابل التاريخ 

و تداري غضبك .. 

تبسط لهم يد الرحمة 

فما أعظم سماحتك .. 

متى تنام أجمل أحلامك 

ليصبحوا .. كما أنت .. على وطن .. !!! 


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Articles les plus consultés