نص رائع من روائع الاديب عدنان الريكاني /العراق.
يا أبنة قلبي ..
------------------
عدنان الريكاني/ 28/11/2020
-------------------------------
تشابكت أضلاع الحزن بهمهمات قصيدتي، وهي تسترق هفيف محبرة خاوية، مغترفة من موانئ البرد وصفعات الشتاء، تتوسل بظل جبروت الأساطير المرسوم فوق جِدارِ الطين المخلوط بحبيبات التبن، أثار الأصابع تنبح بشراسة وتَصُدُّ كل تلميحة صغيرة، تنتزع ظلمة أقبية مستعارة بخبثها، تكاد الألياف تتوحم من شهوات السطور المغرية وهي تفتح سيقانها دون سابق تنوير..
يا أبنة قلبي ..
قد تلفح الأقنعة الزرقاء ما تنبت من تحتها بفأس الغياب، عندما يرقص الذئب الرَّمادي رقصة الموت، فتتهاوى الأقدار في صحون الغربة كما تتهاوى آخر ورقة من عُمرِ الخريف، هكذا تخدرت مفاصل أوجاعي برؤية من نافذة مطلة على شجرة الياسمين، وهي ترتب دخول الضوء على مشارف نفذتها فتتعطر الخدود، وتشرق الشمس بين كفيها للمواعيد..
يا أبنة قلبي ..
هلاَّ بدلنا الأدوار على راحلة تسير خلف التوابيت، فأنني تعودت على أغنية المقابر وحفظت سُلَّمَ إيقاعه الشهير، وأمطرت على روابي العشق شهقات أنين غزيرة، وتصدقت على نساك معابدهم آلاف مؤلفة من قناطير الدموع، ألم يحن وقت الرجوع..
يا أبنة قلبي ..
رغم أنني شرقي الهوى، لكني الآن مصلوب .. يسوع
----------------------------------------------------
Commentaires
Enregistrer un commentaire