رائعة من روائع الشاعر عبدالرحمن بكري /المغرب.
عشتار على محرك الحنين
كيف تسللت إلى مدائن صمتي ..
تعبثين بقليل من عطر الصدى
في شوارع ” لافيليت “
وحدائق بابل
وهناك في مرتفعات الجولان
وشلالات فيكتوريا
حتى غمرتني قوارير شانيل
ومشاهير إيف سان لورين
تبعثر أزرار قميص حكمتي ...
على سريرك .. عشتار
لأدون حروف قصيدتي
بمداد الانصهار ..
كيف أصنع من برديات حديقتك
سفينة تمخر عوالم البوح
لألجأ إليك في موتي ..
وحين تخز عقارب الحنين ..
صدى خافقي
وتنمو على هوامش الفقر
زهرة اللاجدوى
ولا تخفت من بين أظافري
دافعية السؤال
المؤجل
خلف سواحل أضلعي
فلولاك عشتار
لضاعت أنسنتي
وقيم الاعتذار
ولما انتبهت لتآكل حواش الارض
حين تتوقف عن الدوران
وتنزاح الشمس من تعبها
في طريق عناقها السرمدي
للنجم الغارق في سبحته
قبل أن يفوت الأوان
لولاك يا ملهمتي
لما تفتق من تميمتي
سرب الحمام
لصرت سوطا يعبر كوابيس النائمين
كل ليلة أعربد
فوق جسد أمة ممسوخة
تشابكت قرونها في زنازين الموت
تتنفس هواء الزوار العابرين
وأرقص على زخات جرح العالقين
بنزيف نعال أقدامي
لأنسف كل تمرد
نما في صدر الاحتمال
ولأني كلما راودتني طبول السلام
في سواحل أوردتي
يممت رحلتي الأخيرة
نحو ديارك الصامتة
حتى لا تتهجاني بيانات الهزيمة
من صولة تمردك
كل ثانية
فوق أرائك سلطاتي
إني أقر أمام محرك الحنين
أنك على خط صوت هذياني
أتنفس فيك عزاء ضياعي
ما كنت لتلتفتي إلى أنين الغرقى
لولا .. إشارة من سبابتي
شهدت أن اسمك على فواصل الأزمنة
يشي بعطر عشقي الأزلي
وكأن صورتك لم تغف يوما
فوق جدار صدري
دونتك بقرار من كينونتي
في سفر الحب
أخط على وجه كفي
آيات تحرض أهواء الأجساد
للعناق
للاحتراق
للاشتقاق
متى تقاطعت مقصلة الموت
مع كل ولادة جديدة
حينذاك سأهجر الأدلة
وكل الشهود
ولن أكف من الانتظار
البيضاء 11/9/2019
عبدالرحمن بكري
Commentaires
Enregistrer un commentaire