نص رائع من روائع الكاتب أنس الشرايبي/المغرب

 





إلى تلك التي لم تعد  - الجزء الثامن  -  ..............................................................................

يومها فقط أدركت سبب اختفاء تلك الكاتبة، أو بالأحرى سبب عزلتها التي أعلنت فيها وبعبارة وحيدة رفضها للمتاجرة بكبرى القضايا، ولم أكن أدري وقتها إن كنت حقا وقعت في شرك الصمت، أم أن قلمي الذي راهنت عليه قد أصيب بسكتة أبدية!

بين حزمة مقالات، وكلفة قصص أخرى لم أكن احتسب ذلك الزمن المتساقط من العمر، واصلت الكتابة محاولا نسيان كل تلك الأزمات العربية، أقلعت عن مشاهدة النشرات العربية، كما قفشات من عينتهم الأنظمة العربية ليكذبوا باسمها على التويتر والفيسبوك، محاولا تفادي السقوط في فخ كذبة أخرى غير تلك التي شاهدت على مدى عمر عبر القنوات الفضائية، مكتفيا بمن رمت بهم لوعة العشق إلى فضاءات لا تحاسب عاشقا او حالما، شخوص لم تكن تربطني بهم عدا تلك الكلمات العابرة لكل الحدود، تلك التي لا تحتاج لتأشيرة عبور، ولا لصك براءة يوقعه جمركي بالعصبية نفسها.

هكذا أدركت؛ كغيري، أن القضية لم تكن فيما تداعبنا به لغة الأخصائيين، ولا لمن تأتي بهم الشاشات كخبراء، أو عارفين بخفايا العشق، عرفت يومها أن ثمة عابري ظل تعرفهم الأمكنة، وتحتفظ بذكراهم، كلماتهم، وربما أيضا صمتهم الأبدي أمام قضية ظلت معلقة على جدران الانتظارات......

بقلمي

أنس الشرايبي

J’aime

Commenter

Partager


Commentaires

Articles les plus consultés