نص رائع من روائع الاديبة ربيعة ازداد/المغرب
دعني أسألك!!!!
لِمَ يصيبني ظمأ المسافر في هجيرة قيظ نهارك حين جفت سواقي الماء في حضورك؟ وكيف أصبح وقع أقدامك بصوت الاجيج تترك آثار حريق على صدر كم تسارعت نبضاته لقدومك؟لماذا ما عدت نهرا فياضا في مجاري روحي بل صرت هشيما تكبو بحصانك كبوات الفارس الذي فقد لجام فرسه ؟
دعني أسألك!!!!
لماذا تقف أمام توسلاتي كناطح صخرة وأنت أمامي حائرا مشلولا أشهد سقطاتك كأنك ندفة ثلج تختفي وهي تلامس أديم الأرض؟لماذا لم تعد وسيما في قميصك الذي اخترته لك في عيد ميلادك الأخير، تبدو سقراطي الهيئة ،متجعد الملامح؟لِمَ تغورت نظراتك وذبلت عيناك كأنك حقل شاحب هجرته خيوط الماء ورقصت الريح لحظة انتحاره
دعني أسألك!!!
كيف نسيت أن تستعمل عطرك هذا المساء وأنت تستعد أن تقطف زهرة الكاميليا من عنقي أنا السروة السابحة في الفضاء زهوا وكبرياء، عشقني رباب ساق لمزنه ضياء ينبث نورا لكني تعلقت بعراصك لأحترق ببوارقك الوابلة؟ مابها يدك باردة متجمدة كقطعة جليد سقطت على ظل يدي ففر الظل من بين أناملي لتظل يدك عالقة بغصن يابس؟
دعني أسألك!!!
لِمَ أيها الرجل تبدو باهتا غريبا لاشيء فيك يلمع ؟ صوتك تغيرت نبرته ،لم يعد يليق بك أن تغازلني هامسا ،همساتك أضحت كلسعة من لسان اللظى وتارة تبدو كصيحة من فم شيطان ؟لم تطأطئ رأسك مستهجن الطوية كغارق يستسلم لموجة مارقة أطبقت عليه حين اعتلاها عنادا؟ماذا تخفي في صدرك من أسرار ظلت سؤالا كأغلال سجين يحاول الفكاك منها بلا جدوى، وانت ما عدت كما كنت تسبقني إليك رعشة حنين وقبلة شوق ؟ أي رجيم استيقظ في جمجمتك ألبسك نظارة سوداء يوهمك أنها تخفي بشاعة كذبتك؟
دعني أسألك!!!
ألست أنت الذي كنت تردد دائما إن الحياة لغو إذا لم تغذ بنبل الادب؟لماذا طلقت الأدب ذات نزوة أغرقتك في بحر متاهات وسرابات وظلمات؟كيف تجرؤ أن تحتضنني وأنت مضمخ بعطر ليس عطري وتدعي أنك تحترق شوقا إلي وإني زهرتك التي لن تذبل حين في بستانك قد ذبلت كل الزهور سواها....
أعلم أنك لا تمتلك الجواب صمتك يقودني نحو منفى الرحيل ،أعانق عباب البحر علني أطفئ نيرانك الغاضية ،أتدثر بالشمس وأخطو نحو النجوم.
زهرة النرجس ربيعة ازداد
فرانسا /موليصو
Commentaires
Enregistrer un commentaire