رائعة من روائع الشاعر فاضل ضامد/العراق
محلتُنا... وطنٌ
أعرفُ ...
أنَّ أرضَها سماءٌ فرسمتُ غيمتين ماطرتين
فسقيتُ نخيلَها الباسقَ
أعلمُ... أنَّ كُحلَها نساءٌ.. رسمتُ لها عيناً
فتكحلتْ لغتي لتنطقَ الألوانَ
أعلمُ أنَّ ترابَها سجالٌ
فنَحَتُ لها صلاةً على الألسنِ
ولو كنتُ أعلمُ أنَّ الشوارعَ فيها تسيرُ
لجَعلتُ أنهارَها تؤمُّ الأرصفةَ
فيهجعُ الخلودُ على الطينِ
درابيننا تلوذُ بين جدارين مختلّين بالمحبةِ
وهزازُ الظلِ يلوّحُ للسطوحِ بالشمسِ الحارقةِ..
مابينهما تسكنُ الظهيرةُ
وقيلولةُ القططِ
وعلى حنّاءِ البابِ
يلوحُ كفُّ فتاةٍ تطلبُ الفرجَ..
على مقربةٍ من زقاقِنا شارعٌ
اختلفَ كثيراً بمطبّاتِهِ...
ليرسُمَ للجيرانِ أقداماً هاربةً
من لدغة القيظ..
وعلى مفارقِها حنجرةُ البساتينِ..
زفيرُها يحملُ على هواه
رسالةَ إغواءٍ لنستبسلَ تحت أريجها
محلتنا هي .....
تسكنُني.. واختلالُ المسافةِ
بين شفتيها
ينتحرُ عليه مدى
تحسبني.. مرايا وانعكاسي ألماً
وتاريخاً مسكوناً بالضوء
كحلمٍ عابرٍ ..
تقرأني وحياً وعلى صفحتها البيضاء
غيمةً ماطرة وزرعاً توزعَ على الجبين حياء..
هي..
تحاولُ أن تنهض في داخلي
نجمةً ووحياً وتراتيلاً..
وأنا أمضغُ الصوتَ ليخرجَ الأنينُ
تسامرني حتى عضةُ الليّلِ قبلَ الشروقِ
وأنا يتيمٌ زاهدٌ بالوقتِ
والاحلامُ سرفةٌ تدوسُ على يقظتي
هي..
محلتُنا وِلدَتْ فوِلِدْتُ...
فاضل ضامد
24 / 12 / 2020
اللوحة من اعمالي
Commentaires
Enregistrer un commentaire