رائعة من روائع الأدبية وفاء عرفة/مصر
#بصمة...
الصمت الرهيب..
خلف جدار الصمت نغوص فى الدائرة، التي أغلقنا عليها أحاديث تفيض بمكنون أنفسنا، لكننا نعلم أنها لا تغير شيئاً من الواقع، و لن يفهمها من نريده أن يسمعها بل و يدركها جيداً، تلك الدوامة التى تجذبنا إلى القاع الهادئ بهوادة وعمق لإستراحة من كل ما يعلق داخلنا من صخب الحياة، بيد أننا نتوه فى صمت يتوارى في دروب و سراديب جوانحنا، التى آلمها كثيراً الصمت الرهيب و أرهق منها الوجدان ثم أزهقت فيها الروح، ثمة شئ عالق بين رحايا السكوت و الكلام لا خيار حياله إلا العودة للذات فى رحلة مؤقتة من العزلة، كالذي قرر أن يسجن ذاته عند نقطة منتصف الدائرة ليهذبها و يعيد إليها قدرها و قوامها الذى يستحقه، كي ينتفى إحساسه بأنه لا داخل الدائرة و لا حتى خارجها، فتظل تدور به حتى يتضاءل إحساسه و كأنه فراغ أجوف ، يصبح لا يشعر بشئ من كثرة ما يجول بداخله من ضجيج صمته، هنا لابد أن ينتبه، أن كل ما يحتاجه حقاً هو أن يعلم أين هو؟ و ماذا يريد؟ و الأهم قطعاً إلى أين سيمضى؟ و أن عزلته مع ذاته هى بمثابة خلوة لإعادة تأهيله لممارسة الحياة ، بعيداً عن شد و جذب و معطيات و نتائج لكل ما يدور حوله، إن الإنسان تملؤه الحياة و يأتى عليه وقت يكون قد وجب فيه أن يلفظ ما بداخله ليتحمل القادم.
و إلا سيبقى قابعاً مقيداً داخل نفسه، و لا خيار له إلا أن يظل صامتاً.. و إلى الأبد..
#وفاءعرفه..
Commentaires
Enregistrer un commentaire