أطلال محابر للشاعرة ريم النقري /سوريا
أطلال محابر ..
توشوشني تلك النّداءات
في سكون الذّاكرة
كعبق الشّوق
في اشتعال فتيل الفراق..
أرق يتهجد الخوف على وسادة
دمع هارب من نبض الجفن
أعبر من مضيق الفراغ
الموشّح بالأسى
أصافح ملامح وجهي
أنتفض من رذاذ حزن سيزيفي
ثم أمتطي موكب انفاسي المضمخ
برائحة الزيزفون
هل سمعت رجّة الصّدى
وحشرجة الضّباب في حلق الجراح !
هل رأيت بسمة الجمر
حين مضغت الحزن بشفّة القدر
هبني قلبك المبلّل بسحاب الوقت
لأستنشق ريحان الغروب
من صلصال السّراب ...
اصغي إليّ بصمتك البربري
واستمع لوقع رقص البنفسج
على رماد البكاء
اسمع صوت أنين الثّلج
لفني كشجرة وامسح عني
غبارا يطوف حول قارورة
ملّت ضجيج الأمنيات
حلّق بي فوق بساط الريح
حتى السّماء مع آيات الرّجاء
لأكون قصيدة ساحرة
ماسية العبارات
تنبض بهمهمات
كلحن سمفونيّة موزارت
كصراخ نجم في قبب الظّلام
اسكب علي مجاز الماء المقدّس
دعني أعصر منه نبيذ الشّعر
أنشد رقيّة الوصال
لأنتشي كفراشة سرياليّة
تحررّت من مخاض شرنقة
بجغرافيّة الموت
بعيداً عن فجر ملطّخ بدم الهزيمة
وجنازات المحابر
ما ابهاك. .... ما أبهاك
في سجّلات ملاحم التاريخ ...
وما اروع أطلال المحابر فيك
تسّطر حبّا عفيفاً ... عنيفاً فيك ..
احتفي به انتصارا أسطوري النبوة
وأختفي فيك قصيدة حبلى بملح الصبر
ريم النقري ...
Commentaires
Enregistrer un commentaire