قراءة نقدية ، كيف أمنح الحياة للنص السردي/ الأديب حيدر الشماع. .العراق

 





قراءة نقدية


كيف امنح الحياة للنص السردي

  جماليات السرد التعبيرية


   ( الكتابات الفاشلة هي جرائم قتل ،للعقل والكلمات ،قد يقتلون احد).

(الكتابة طريقة الكاتب ليعيش في الجانب الاخر ليقنع نفسه بالخلود)


      من جماليات النص السردي(في سياق قصيدة النثر) او النص المفتوح بصيغة ادق ،انك تجلس في مقصورة الشاعر المنظارية وتشاهد الايحاءات والاحالات والرموز تنثال في سيميائية متفرعة ويكون المتلقي منبهرا امام تهافت الحيوات والدهشات في عالم يوهمنا اننا كنا نعيش حياة،امام المعايشات المتعددة التي يطرحها الشاعر من خلال النص في متوالية تعبيرية قد تصل بنا الى متاهة ،وهذه لعبة الشاعر.

    ان المعنى الذي به يقاوم الشئ مايفعل به حتى يتوصل به الى فعل اخر بسهولة ولاينفعل به،ان فهم هذا القول هو ازاحة للعلل والدخول في اجناس اخرى،كحال المصارع الذي لايصرع ولكنه يصرع غيره،وكذا القول فانه قوة انفعال ذاتية تواجه مقاومة (ثورة او ضعف)مايؤدي الى قوة فعل ومجموعها يتم في حدوث حادث على ان حدوثه متأرجح بين المقاومة والانفعال وقوة الفعل (التأثير)وماهية القول في التجدد والتغيير يعتمد على كيفية الطرح لهذه المعاني وصياغتها وسياقها واحالاتها ومدى يسر وعسر هضمها،فكثير من المعان ملموسات لها دلالتها الوجودية ولكن هنالك المحسوسات فمنها العدمي وغير المحسوس الذي يحتاج الى واسطة للاحساس به والى حركة في الشكل والسرعة ومقادير واشكال وابعاد ،كالهواء والابصار والوقت ،انها وسوسات تتحول الى قلق ثم انفعال ،ان الانسان يعتريه من الخجل والوجل حر او برد،يتبع ذلك حمرة الخجل وصفرة الوجل فهذه كيفيات انفعالية.

       ماعاد في الوقت

غير الضجيج       ادجن عقلي

اطاعن الجنون بقشة

بهاجس الظنون

امتشق حبال الكون

افارق حلم واعود باخر

لااستطيع اطعام رأسي

وارواء اصابعي بمداد

ياخذني ازدحام الرؤى

اسير مجازا 

افتش في البدايات   في المسلات    في الرقم المنحوتة

واعيد غسل كلامي بماء بكر

لم تدنسه الانفاس المتسخة

في مكاشفة

يستأثرها صمت مفضوح 

على سبيل الهذيان

       ان القراءات المتكررة للنص تعطيك قراءة جديدة كل مرة ،من خلال الفكر وفكرة المنظور المتخيل لوجوه متصلة وليست منفصلة تعتمد التكامل و الانفتاح والحوار داخل الذوات المتقابلة والمتناقضة،يمكن ان تحد او تقصي وتختزل فكر يبني الى التكاملية والتلاحم لا التنافر والرفض من خلال تلاحم الفهم والمعرفة الادراكية والتبادل اللفظي والحوار بين المتكلم والاخر حيث تلتقي وتتقاطع المعارف والمباحث والتصورات والمفاهيم وتنصهر دون حدود جازمة او مطلقة،فالمشكل انما يتجلى في المبدأ الذي نتبعه لتقويم صورة أولية بالرغم من وجود مقاومة تقابلنا بها ذواتنا ،في البدء ستتخذ الصورة شكلا غير واضح وتتوقف في محاذاة الادراك الداخلي المتشكل عنها وستنعطف عنه بعيدا عن الذات حتى تتضاعف قيمة الاتفاق بين التعابير الادراكية الاولية مع الاحساس الداخلي المتوفر في الذات،ولتفسير ذلك ببساطة اننا لايمكننا تكوين مقاربة انفعالية ادراكية ملائمة بامكانها ان تعطي للنص حياة من منظور فكري او نفسي من اول قراءة ان الانا النافذة والباصرة والمستبصرة الحالمة الراغبة المنفعلة من الداخل من مقولات القيم المختلفة لاتنطبق مباشرة مع التعبيرية الخارجية،فالانا الحالم المتخيل الرائي ليس هو الانا الحالم المتخيل المرئي وهذا يميز الفراغ الذي تخلفه القراءة الاولى.

نهر يمتد في مسراه بين الاكف

يرمق الطرقات

التي  تملأ اللافتات جدرانها

ينظر خلفه

يتلفت خائفا

انحسر بين الغربة واللغة المفقودة

طرقات تمشي بنا

طرقات فوقنا تتذكر ينابيع الماء

كن حذرا 

لاتفكر مرتين

وهذه الشوارع الملغومة


     ولكي امنح الحياة للنص السردي التعبيري بأن ادخل عليه عنصرا جديدا كليا انه عنصر المصداقية الارادية انطلاقا من (الغير لأجل الغير)،وبأن التحم كلية بدون رواسب بالنسيج السردي والمنهاج الفكري والقيمي للنص واتجرد من الاحادية الانوية الملموسة واستخلاص الرؤى عبر مصفاة داخلية لنفس اخرى مختزلة الى درجة صارت معها اداة ستمنح الحياة للنص مع رد فعل معبر يضطلع بدوره المساهم.

         من الصعب ان تكون وتبقى الجمالية التعبيرية وفية لتصور صارم للمعنى فهناك قصور واضح يرغمها على ادخال سيرورات مغايرة للفظ مقاربة للمعنى وتندمج معه بصيغة رمزية كتجسيد لغاية داخلية هي مراهنة للشاعر الذي يجهد لايصال فكرا يتقمص ذاتيته داخل وعي أخر بصيغة حوارية تناقضية تقابلية تصويرية لشرح معاناة لذة اعتراف تأنيب فكرة اخلاقية تقود لبناء عالم الحياة والحلم وحلم اليقظة من خلال طرائق الجمالية للسياق السردي المفتوح.


عمش البصائر       وغيهب لف الضمائر

تناحرت اهواء

عصفت نزوات      عجرفة

تلاقى ضدان وجموع شتى

يجهدون في تعليمنا الكلام

حتى يصيبهم الاعياء

ومتى اشتد عودنا

يجبروننا على الصمت


الاديب حيدر الشماع..من بغداد الجمال

العراق

Commentaires

Articles les plus consultés