رائعة من روائع الأديب أنس الشرايبي /المغرب
إلى تلك التي لم تعد - الجزء 13 - ...............................................................................
يبقى الأكثر طرافة، أن تقع رسالة حب بين الأيدي الخطأ، وتماما كما حدث في أولى الرسائل التي تركتها على شفا طاولة، تلك التي وقعت بين يدي غريبة لم تكن تدري بدورها من كتب ولا ما إذا كان كاتب تلك الرسالة يقصدها هي!
يومها فقط عرفت كيف يمكن للأقدار أن تضع طرفين على شفا الأسئلة، وأن الذي كتبه ملايين العشاق على مدى قرون لم يكتب له ان يخرج إلى العلن سوى بتدابير برعت فيها أيادي القدر، أحرف ربما بقي سرها خفيا بين الردهات المغلقة، أو ربما تاه بعضها الآخر ليجد لنفسه لاحقا موقعا ما ضمن صندوق مفقودات في محطة أو مكتب أرشيف!
لذا؛ لم أسأل منذ يومها أكثر من كان يكلفني بكتابة رسائل إلى معشوقته عن مصير خطاب، ولا عن مصير قصة حب قد تنتهي بحلول عطلة، اكتفيت بشغف بدايات أخرى كانت أشبه بمقامرة بأرقام مجهولة، بين أوراق تمضي بها رياح الشتاء، او أخرى تقع بين يدي عابر سبيل، ظلت قضية الحب ذاك مفتوحة على وجع أسئلة لا تنتهي، بما فيها ذلك السؤال الذي احتار أمامه أكثر من عاشق على مدى قرون من الزمن.
بعد عمر؛ أدركت أن الخسارة لم تكن في انتظار رد تلك الأنثى، ولا في جواب قد ياتي عكس الانتظارات، بل في كم الأشياء التي كتبت، والتي كان بإمكان جزء يسير منها أن يصنع كتابا، ست سنوات بقرابة ألفي وخمسمائة خطاب؛ رقم كان بإمكان أي امرأة لو شاهدت كل ذلك الكم أن تغير نظرياتها في الحب!!
بقلمي
أنس الشرايبي
Commentaires
Enregistrer un commentaire