عندما يهذي الصمت /سرد تعبيري ، الأديب سالم الحمداني .. العراق
عندما يهذي الصمت / سرد تعبيري
( 1 )
مشروع سفر
أسافر مع عقارب الزمن وأطوي بوصلته التي دائما ما تعشق المجازفة ، علني أدرك تباشير الفجر ، وأودع غيماتي وسطوتها وأصبو لنداء الهوس ..
هو يتدلى على جبين مداي ، لوحة مؤطرة بعبثية فارهة ، يغازل الخيبات ، ويتقمص النجم الهارب ، وبرج ميلادي ، يلجم ندائي المبحوح ، يفطم أيامي بلا إستئذان ..
يعلم مسبقا أنه سيبقى منسيا على الجدران
، كقطعة أثاث صامت ، كأي انزياح مباح إرتدى زيا يخطف العيون ، فالدروس مصفدة على الطرقات بوسع من يقتنص الرغبة اقتنائها ،
أسافر وجعبتي ملأى بأشياء كثيرة ، ما بين هم تعذر فرجه ، وأمنية تعثرت ، وذكرى تلح بالخاطر ، وشوق مسعور ، وغربة تبحث عني بين أحراش ذاتي ..
قد استبدل إسمي وعنواني وشهادة ميلادي في يوم ما بسعي محموم وأرتدي رداء العروج ، بعد أن عزت الطرقات واكتظت باقدام غريبة لا زلت أجهلها. !!!.
----- ------ ------ -----
( 2 )
طعم الحب ..
للحب طعم خاص فهو عندي مزيج من الخمر والقهوة وقصيدة هاربة من رحم الدواة ..
وأنا لا زلت أعتقد أن فاتورتي بالحب طويلة وباهظة ..
ونهاياتي دائما ما تكون رمادية وجلة
كتلك الوردة التي ماتت مقطعة الأوصال دون ذنب اقترفته .
سوى كونها حمراء ..
فكم من قلوب عانقت الموت في ليال الوجد مرات .. ومرات ..
بدعاوى الحب الكيدية .
----- ------ ----- -----
( 3 )
ذات مرة
قالت لي ذات مرة : مد لي ذراعك لأحس بأنوثتي ولأشم عطر رجولتك ، ولأبلل ريق إحساسي بلهفة عانقت الزمن والفتور ..
سنوات وسنوات ..
حتى باتت كرواية عشق مملة ..
ولأغمض عيني لمرة .. كأي إمراة رهنت جسدها لتكسب سكينة الروح ،
فما عاد جسدي سوى خريطة ذكريات ، بت عارية عن كل فكرة ، إلا اكذوبات شهرزادية ، فأجواء الأيام قد تغير حبرها ولونها ، وكلما مددت لها يدي توارت عن الأنظار وارتدت لون حبق خجول ..
او كحرباء إستنفذت كل فنونها ، ولم تكن تعلم أنها ستكتشف بعد حين من ثعبان مترصد ، إستبدل نظاراته بحساس دموي ..
من المؤلم ، بل ومن المريب أن ننزع آخر معطف من على ذواتنا في أمكنة غريبة وأزمنة لم نتصالح معها بعد ، فالأماكن الصفراء ليس لها مواسم .
-------------------------------------------
Commentaires
Enregistrer un commentaire