الريح المتمردة للشاعر وعد الله ايليا/العراق
الرّيحُ المُتمرّدة ...!
عبثاً تبحثينَ عنّي أيتها الريح الغاضبة
تُحاصرينني من كل الإتجاهات
رغم أنّكِ تعرفين
بأنَّ البردَ ينزف من شفاهي
تحلمين بالإنقضاض عليَّ
لأُعانقكِ وأُمشّطَ شَعركِ
وأرتديكِ وشماً على صدري
أنا شعاعُ نبيذ السماء الثامنة
واقفٌ هنا كالطود الشامخ
وكالنسر الجارح الذي يتّكيءُ على جناحيهِ
أيتها الريح المُتمرّدة
سأُواجهكِ بذاكرتي وأصرعكِ بضوئي
إيّاكِ أن تصرخي في وجهي
سأُحدثُ لكِ مزيداً من الضّجيج
أُطاردُكِ حتماً وأُخربشُ وجهكِ
أنتِ لا تعرفينَ خصالي ولا دمي الأُرجواني
سأُحاصرُ سعادتكِ الهرمة بعنفواني
وأُغلقُ دروبكِ المعتمة ولن أشفقَ عليكِ
حتى لو جرفتني مياه الأنهار
لأنّي بيرقٌ من بيارقِ الأرضِ
لن أستسلمَ لكِ أبداً
مادامت قوّتي الخفية في مرايا دمي
لا يهمُّني صُراخكِ ولا هيجانكِ ولا هَوَسُكِ
ماعدتُ خائفاً أو ضائعاً من طريقكِ
سأصرعُكِ بكفّي ونوري وأقدامي العارية
مهما تعالى نباحكِ ولهاثكِ
لن أُصابَ بالذُّعرِ والهَلَعِ
سأخترقُ ثناياكِ المتموّجة
وأفتحُ كل نوافذي وأشرعتي
لتهبني السماءُ زُرقتَها
لأنّني أتمتّعُ بصفاءِ كامل
وبإمكاني أن أُطلقَ سراحَ الغيوم المحبوسة
Commentaires
Enregistrer un commentaire