أصوات جيل مكسور / الشاعر هيثم الأسدي ...العراق

 




اصوات جيل مكسور 


أصوات وثرثرة فوق الأنفاس 

ينتشر الرذاذ وفوضى الأجناس

جيل جديد مكسور 

فوق كتفي بستان حزن 

وأمطار نار  وليل عميق 

البيوت مثل مجرة 

مثل كوكب منكوب 

وأنا امتطي  عباءة قديمة 

وشاحها نصر مزعوم  

ستار بعده ستار 

وخيط نوايا خبيثة 

يغلي بصمت 

ويمضي الليل مع جيل أخرس 

كيف لي أن أقاتل 

بهذا الجيش المكسور 

والتشظي يأكل الأرواح 

والعودة إلى دار الطفولة 

تتردد يدي ووسادتي الجائعة  

لبذرتي الأولى 

دروب اللعب في ذهني 

أفكار في حدقات المدينة 

والخطر أحمر مثل لون الدم 

في مآقي الزقاق 

غرفة الكتب وأوراق ورسوم مبعثرة 

في شبابيك الغرفة ستائر كالشتاء  

وباحة الشرفة وزهرة ياسمين 

أسمها زهرة المدائن 

وفنجان قهوة يلبس الرواية 

أرى مراهقتي وصور من الأحساس بالرجولة 

أحلام حبلى في جبل الشوق المتمرد 

كيف لي أن أترجل من صهوة الأنكفاء 

كيف لي أن أحارب بجيش من الضعفاء 

كيف كنا أحفاد جيل النجباء  

كيف أكلم من كانوا شجعانا وصاروا جبناء 

الوهم بلد يأوي هذا الجيل بأفكار صماء 

كيف لي أن أبدأ والمدينة يحرسها ثلة الغرباء      

كبر الشوق 

وثلاثين عاما ويحبو معي 

وصارت أنفاسي حنين وأشتياق 

تعال أيها الراحل في جسدي  

أيها الجندي المجهول 

لقد تعب الساعد وعاب الزناد 

صرنا كالفناجين الفارغة بعيون المرابين 

تعال نتحد سويا ونرجع لدروب الأولين  

لنجمع الدموع والأحزان  الجليلة 

وخرقة بآلية من قميصي 

مزقتها أسنان ذئب يوسف والسنين 

لنذهب ونطوي العمر مع الوافدين 

كأن الأعوام الأخيرة صارت دهرا 

وأعياداً  للغادرين 

لنمضي معا أيها الشوق المتمرد 

لنسحق الهزيمة كأعصار حلم  

بعيون السجين 


هيثم الأسدي 

العراق بغداد

Commentaires

Articles les plus consultés