صمت محدب الزوايا/الشاعرة فاطمة محمود سعد الله ..تونس
صمتّ محدّب الزوايا
أمام مرآتي الصامتة والباردة جدا
كانت روايتي التي ولدت معي منذ ألف عام
وماتت قبل ذلك..
تكبو..تتعثر..
ثم تنهض على قدميْن من شمعٍ
عَبَرَت أحداثها الإطاريْن..
واجهتني وانسابت بيْن الأسطر
وقد صهرها انعكاس شمس غاضبة ..
كانت روايتي تتأبط صندوق الأسرار
و بنزق،تغازل المرآة.
تمنيت لو فهمتُ حديث شفتيْها
وهما تمضغان الصمت
علكة قديمة
متجددة...
لأنسج يوما واحدا ليس من خيوط العنكبوت
ناقوس الذكريات مُعطَّل..والريح تعصف بحبله السرّي المثبت بعنق الذاكرة
لكن...لا صوت
لا اهتزاز ولا حركة
غصت حنجرة الصباح بالكلمات
اختنق المساء وهو يستغيث
صمت الجميع وأنا وحدي ألملم ما تبعثر منّي
ويدي أدماها الزجاج..
عيونكم من ثلج..
آذانكم كهوف تنزف صمغا
ألسنتكم تنانين تقذف حمم البراكين الفائرة
أنتم ثعالب مُتَنمِّرة
يامن خنتم..
يا من خذلتم...
يا من قلتم... وكم قلتم!!
يا من وعدتم...وكم وعدتم!!
وما فعلتم..
كلما انهار في الوطن جدار
فأياديكم ملطخة بالجبن والعار
يا..أنتم..
ليتكم ما وعدتم
ليتكم ما عجزتم
ليتكم ماكنتم...
يا أنتم...
يا أنتم
يا أنتمم
روايتي،كتابٌ من غضبْ
الكلمات فيه من لهبْ
الصور فيه تزمجر..
تحتجّ ..
وتصطخبْ
والأحداث جوعٌ وسغبْ
إذا انغلق الكتاب على سره
احترقت الحياة في أوردة الماءُ
وتطايرت الأشجارُ والظلال
واحترق الهواء في فم الربيعُ هباء
وتساقط رماد الفراشات
قذى في عين الشمس...
وأنا أمسك بدفة السفينة حتى...
أبقى..ويبقى الكلام وإن كحديث صمت
في الكتب...
ويا للعجب....!!أنتم هنا زجاج مكسور
أنتم هناك زجاج محدب الزوايا
أنتم الآن جائعون..
أنتم غدا ستبحثون عن فريسة..
وبلا سبب...ستصلبون سيرورة الأحداث
على مقصلة الأحزان ..
ستحْثُون عليها تربة الأجداث
وتكتبون على شاهدة من رخام
"هذا جزاء من شقت عصا الإذعان"
هذا جزاء من"حرضت اللسان على النطق"
على مشارف المدينة،انتصبت الأسوار
أبوابّ خلف أبواب..
وأقفالٌ مع أقفال..
المدينة عروس معتقلة.
و القصيدة المهجّرة تركض..
تنظر إلى الخلف..
نزعت كل الأقنعة
وارتدت وجه الحقيقة...
أصابعها بلا عظام..
لكنّ البصمات وشمٌ على كل الجدران
و على أبواب المدينة يدقّ التاريخ
هُويّة الوطن ..
مسامير من ذهب..
على الأعتاب تنبت الشموع
وتتدلّى عناقيد الفرح من شجرةِ الشعر
وفي الأصص المعلقة هناااك
على النوافذ الصامتة...
تتراقص الغيماتُ..و
ويتناسل في العمر اخضرار الورقات
ومن الجذور حتى رؤوس الحجر
يتفجر زمزم الكلام
عيونا هادرة...
فاطمة محمود سعدالله/تونس19/4/2021
Commentaires
Enregistrer un commentaire