جواد لا قطار /الأديب سليم العريض ..فلسطين
جوادً لا قطار
بقلمي : سليم العريض / فلسطين
بتأنٍ في قطارٍ يكادُ يدركُ سرعة الصوت ، سألتني : من أنت ؟
أعرف أنني لست هذا الجسد ، أو ربما أنا مجموعةُ انطباعاتٍ شكلتها سنونُ و أعوامُ هذا العمر المنصرمةِ كدوي رعدٍ في الأثير، أنا جواد بري جامح ، تمردت على العادات الاجتماعية و الأفكار الخاطئة ، لم تستطع قيود الوظيفةِ، و لا تسلطُ المسؤولين، ولا أيُ حكمٍ اجتماعيٍ جائر ٍمن كبح جماحي عن قول كلمة الحق ، حتى أنني لم أحسب يوماً حساباً لمغبةِ المسائلة الأَمنية، و لا للومة لائم .
ارتضيت لنفسي تحملَ المشقة و ألم الفقر الذي فضلتهُ على التبعيةِ، و التزلفِ، أو الانقياد الأعمى لمن اشتروا متاع الحياة الزائل فنافقوا وتملقوا.
سأعيشُ ما قدَّره الله لي ، وسأحصل فقط على ما كتبه لي في جميع الأحوال؛ فلماذا أعد الخسائر ؟ و علام أجبنُ في مواجهةٍ ما؟
لازال لدي الاستعداد لدفع ثمن توجهاتي و تحمل عواقب ِ أفعالي بلا ندم ... تعجبني الجيادُ البرية التي تأكل مما تبحث عنه و تجده مما جعل- الله تعالى - في الأرض من الرزق ، ولا تعجبني الخيولُ المسروجةُ في الإسطبلات ، فتلك التي تنتظر ممن يمتطيها أفخرالأعلافِ و الحبوب ، لا يبهرني حسن أجسامها ولا لمعان شعورها المسرحةِ بالزيوت و العطور ، فلقد أفسدت السروج و الأعنة طبعها الحر و أصالتها .
لقد توصلت إلى قناعتين بنيتُ عليهما حياتي هما : أن منتهى العظمة في بساطة النفسِ و الحفاظ على سجيتها ، والثانية أن الحرية أغلى من أي مظهرٍ براق .
رغم أني بلغت المشيب ، لا زلتُُ أحسُ بأنني ذلك المراهق الشغوفُ بالحياة و المغامرة ِ، و تجربةِ أشياءَ جديدة ، بيدَ أني آمنتُ بأن سموَ النفسِ في أن تثابر و ترضى بالعيشِ على ما تؤمن به ، و أن تقنع به ، و ليس في تحقيق ثروةٍ ،أو مجدٍ ، أو شهرةٍ على حساب إلغاء الذات او لجم الرأي ، و خنق القناعات .
بقلمي : سليم العريض
فلسطين .
Commentaires
Enregistrer un commentaire