عيوب العمر /الشاعرة فاطمة مسلاك...المغرب
*عيوب العمر*
أراك اليومَ ثائرا ً
بدأتَ تبدو لي هكذا مؤخرا ً
لم يعدْ يعجبُكَ لباسي الذي
كنتَ بِهِ في الأمسِ منبهرا
و لا تقاسيمَ جسدي
التي كانتْ تجذِبُكَ إليَّ كثيرا ً
ولا حديثي الذي كنتَ لهُ في الأمس أسيرا ً.
تنتقدُ ابتسامتي،
نظراتي، حركاتي بطريقةٍ
تبدو لي فيها ساخرا ً.
تقولُ لي: *أَنَّ شكلي
أصبحَ في نظرك مؤثرا ً* .
ألا تشعرُ بأنكَ أصبحتَ
لسعادتي قاهراً
وبكل ما كُنا نُؤْمِنُ به
في السابقِ كافراً.
بَعٰدَ سنين عمر
قضيناها معاً حُلُواً وَمُرّا ً
بَدَأْتَ تُظْهِرُ عيوبي
أَمْ هيَ في الحقيقةِ
عيوبُ العمرِ القاهرة.
التجاعيدُ
التي حَفَرَتْ أخاديدَ على وجهي
بطريقةٍ ظاهرة،
الشعيراتُ البيضاءُ التي
غطتْ مُعْظَمَ شَعْري
تقولُ ليأَنِّي لكَ خاسرة.
عيوبُ العمر
أَذْبَلَتْ وردتَكَ
أَخَذَتْ منها شذاها العليلَ
أَنْسَتْكَكَمْ سَعَيْتَ لٱقْتطافِ
زهرتِكَ الجميلة،
كَمْ عانيْتَ ﻷُصْبِحَلكَ الخليلة.
عيوبُ العمر
قَضَتْ على حبكَ لي
في اللحظات الأخيرة
جعلتكَ تُنْكِرُ حبي و إخلاصي لكَبقساوة كبيرة،
ومؤازرتي لكَ أياماً وليالٍ كثيرة.
عيوبُ العمر
ظَهَرَتْ لِتُزيحَ القناعَ
عن مشاعرِك الزائفةِ الحقيرة،
عيوبُ العمر
جعلتني خائفةً
من أيامي القادمةِ ،المريرة،
دَقّتْ ناقوسَ الوحدةِ القاتلةِ،
رَفَعَتْ أعلامَ الحدادِ السوداءِ
على أفراحِ قلبيلِفَتْرةٍ قادمةٍ طويلة.
دَقَّتْ ساعتَها معلنةً
أَنَّني أكْمَلْتُ الأربعينَ
أصبحتُ ذليلة.
كلا...!!!
بكبرياءٍٱمرأةٍ في اﻷربعينَ
خاطبتُكَ بعبارات قليلة :
إنَّ الجبلَ الذي تظنُّ أَنَّهُ
في طريقِ الإنهيار
سَيَظَلُّ شامخا ًصامدا ً
أمامَ العواصفِ واﻹعصار
فتاناً يَنْظُرُ إليه الجميعُ
بِٱنبِهار
لنْ يَعْرِفَ الضَّعْفَ
لا الهزيمةَ ،لا الإنكسار
رغم الأخاديدِ التي حفرتها
على سطحِهِ السنينُ
هو أقوى منَ الأقدار
سَيَظَلُّ ينظرُ إليكَ منْ أعلى
نظراتِ الشفقةِ واﻹحتقار.
كُلُّ مشاعري نحوَك
دَفَعْتَ بها اليومَ
للإندثار
لَنْ تَرى بَعْدَ اليومِ
دُموعي التي تذرفُ
الآن أمامك أنهارا
لم أَكُنْ أَعْلَمُ أنَّ لِلْعُمرِ عيوبٌ
تقضي على ما
تَبَقَّى في أيامي
مِنْ نَهار.
بقلمي / فاطمة مسلاك 🇲🇦
— with زهرةالنرجس ربيعة ازداد.
Commentaires
Enregistrer un commentaire