متى شئت،وأينما شئت /الشاعر عبد العزيز حنان ...المغرب
متى شئتَ ، و أيْنما شئتَ ...
*******
وِتْـــرٌ ،
أنتِ كما الأرض ،
بلا مثيل .
في دَفقة الحب ،
في شِدة الاحتضان ،
في فيْض العطاء ...
و كما الأرض ،
تحضُن البذْرة ...
تمنحها الدّفء ،
و أسباب الحياة ...
و بكل السّخاء ...
و أنتِ ،
احتضنت جُنوني ،
احتضنت غروري ،
و شغَبيَ المستفزّ ...
منحت ،
الطفل بداخلي ..
تربة الخصْب ،
تزرع شتائل أعمارٍ ،
بعمريَ المُتعب .
فأعْلو ، ثمّ أعلو ...
كنخلة تطلب الرِّفعة ،
تطلب أقصى مدارات العلياء ...
طوق النجاة ،
أنتِ .
على المدى ،
يمدُّ الحبال ...
يستصْرخني :
مُــدَّ يديك ،
وَجِّــهْ بوْصلة القلب ،
صوب الطوْق ...
فأُسَلِّم إليه شوقي للحياة ،
ينتشل وَجَـع فوْضايَ ...
من زبَـد الموج لهدوء الميناء .
متى شئتَ ،
تهْمس بقلب الأرض /الأم ...
تستُر رُكام بنيها ،
تُدثرهم بالرِّضا ...
متى شئتَ ،
تهمس في رجاء الأرض/ الأم ...
أقبلْ في وضُوح البياض ،
يضمُّك الثَّرى المعَمَّد بالطهر ...
يطهِّرك من ،
تِيه الأيام .
يرقى بك ،
لِمَدارِج التسْبيح ،
حيث الروح انسلخت ،
عن أدْران النفس ،
و جاورتْ صفاءَ الأصفياء ...
أينما شئتَ ،
تدعو بشغفِ العشق البتُول ...
توضّأَ دمْع العين ،
لهْفةً ...
فرحةً ...
و على سجّادة الروح ،
أذَّنَ في العاشقين :
الحبُّ انبَلجَ فجرُه ،
فاشْهدوا ،
أنّ القلبَ جمرةُ الشوق ...
و أنّ الجوارح ،
لهَبُ اشْتعال الأحلام ...
فحَيَّ على اللقاء ...
أنت ،
النّجوى في كمَدِ الليل ،
يصطَكُّ من وحدته ...
يرتعش من جمود الخفْق ،
بأوْرِدته ...
فتوقظ تَنُّورَ الوِصال ،
يُعيد للبدْر استدارتَه ،
و يُعيد ،
للضّياء وهَجَ أنواره ...
أنت النجوى تُوصل ،
وجعَ القلب بالأرض ،
بطُهر البدْر مُشعّا في السماء ...
أنت منارةُ النجاة،
يورقُ ضوءُها .. بحافّةِ الشطآن ،
إذا غشِيَ القلبَ الكدَرُ...
و غُمّتْ بناظريْه ،
مسالك الرُّسَوِّ .
أنثى ...
من زمن الحلم البهيِّ ،
تمنح الإلهامَ ،
لِمَن ارتعشتِ الأناملُ منه ،
يُشكّل خيالكِ الهُلامِيَ ...
على اللوحة .
أو لِمن راقصتْ أصابعُه ،
أوتارَ اللحن ...
فانطلقت تصْدح بالشّدْو ..
صوتاً رخيماً ،
يُمزج الغَنْج بخَدَر البَحَّة ..
أو لِمجْنون الحرف ،
ما وجد غير الرّسم به ،
ثُريّا تشِعّ أنوارا ...
تتلَأْلأ بغياهِبِ القلب ،
تصحبُهُ لحكايا ،
ألف ليلة و ليلة ...
ليحلُم على ،
تدَلِّي سجْفِها ...
بِغــدٍ لَمَّا يأْتِ ،
يصحو فيه من ميْتتِه ،
من طول غفوَتِه ...
ليُعانق الحلم ،
يدعوهُ إليه بكبِدِ السماء .
/////////////////////////////////////
عبد العزيز حنان
الدار البيضاء في : 10/11 رمضان 1442
23/ 24 أبريل 2021
Commentaires
Enregistrer un commentaire