رقصة الهروب /الشاعر سالم الحمداني ...العراق
( رقصة الهروب )
للآهات عرس تتراقص على أجداثه الأنفاس كالأرواح الهاربة من فوهة الأسطورة ..
تتلاطم كما الموج عبر صراخ الجنون ..
تتزاحم النوتات من خلال أصابع الجيتار .. تداعب لغة الجسد الراقص فوق جمر التمني ، وتسبح لتحتضن الفضاء بشعر غجرية تشظى خصرها المنهك ، بعد أن إعتادت أن تلوك الشغف الجاف من تحت أقدام الرغبة الجوفاء ..
والعيون من حولها تلتهم ما تبقى منها
تعد نظراتهم الشرهة
والكؤوس الثملة تراق مع كل تنهيدة ألم وجسد يمور مع الجرح المكين .
للصخب المخمور لغة تخالج الشغاف ، فليس بينه وبين أديم الحياة سوى نبوءة عرجاء ، تتكأ على غياب القمر في ليلة عقيمة وصبح بليد ، وكانون يعدد أنفاسه الأخيرة مع قدم عارية ووتر كفيف وأماني حسيرة معلقة بخيوط مهترئة ..
للحرية طعم النار وهي تناكف شهيق التائهين .
قد مللت لوك التراب بنكهة الهم
سأدعو الموتى أن يمارسوا كل حريتهم بالإختيار
ويرقصوا فوق شريط الذكريات الحمراء التي لم يطالها الإحتضار
ما أجمل الرقص والعازفون خارج الحلبة ..
فهم لا يجيدون سوى سطوتهم اللعوب على إيقاع الحياة
فهذا عالم لا تسكنه الأنفاس الشبقة ..
فقط عطير السبات هو وحده من يمارس انتقالاته البرزخية على وقع الهروب .
-------------------------------------------
Commentaires
Enregistrer un commentaire