طيف من رحيل / الشاعرة جميلة مزرعاني ..لبنان





 طيفٌ من رحيل   .


إثر قيلولة عزيزة تلبّستْ سكوني خاطرة وسوستْ لي كأنّه عند حافّة المغيب صوت هاتف من بعيد يتدلّى بحبل الوريد 

يدوّي في مجاهل الروح صارخًا :  هيّا يا دنيا لملمي أوراق الخريف ويا شمس العمر كفكفي دمع الشروق قد آن الرّحيل 

هلمّ استعدّي للأفول ما عادت زفرات الحياة تستوعب الرّياحين اغزلي الردّاء وإصنعي الكافور ، شيّعي آثار الخطى العالقة في الدّروب وامسحي لمسات الأنامل التي بدفئها تنعش الطّيوب وتلك النّظرات الظّمأى للجمال لم تشبع تعبّ كل ساحر بديع هالها ترى شكلها العقيم يحفر الزمن فيها سنين صوت نالني منه نعيق مريب أطبق على ضلوعي توجّس منه قلبي رعبًا عاجلني أحجر حروفي على بساط الريح يطلقها أهازيج وأغاريد لحظة الوداع الأخير حين تسلك قامتي رحلتها في سرداب العتمة المطبقة وتتفلّت الروح من سجنها صوب الآفاق الشاسعة تنفض عنها أسر الولوج القسري في قالب موقوت وقد تاقت ترفّ وتحلّق كالعصافير لتبقى شاهدة على جسد مسبيّ في مكان سحيق يرقد بسلام ليفضي إلى النّور  المبين   .


جميلة مزرعاني 

لبنان  / الجنوب

Commentaires

Articles les plus consultés