أنت ..يا أنا/ الأديبة ربيعة ازداد ..المغرب
أنت ...يا أنا
لا تشبهين نركسوس
لم تري وجهك في الماء مثله
لتعشقين نفسك حد الموت
بل رأيته في النار
في غمرة اللهب تبتسمين
تتحدين الشظايا المشتعلة بضحكة ساخرة
رأيته في أعالي البحار
وأنت تصارعين الامواج المتلاطمة
تتقاذفك مدا وجزرا
وأنت تلوحين للشمس
تمسكين خيوطها في كبرياء
رأيته في أدغال غابات تكاثفت أمامك
ورغم نحل الضجيج
تقطرين عسلا من أجباح الشجون
رأيت وجهك في دخان حرب ضارية
تعلوه سخمة قاتمة ...وأنت تكابرين ...تنهضين من بركة الحمم
تضمدين جروح طفل بريء
يحتضن لعبته بشغف متشبتا بقميصك الملطخ بدماء الشرفاء
تبصقين في وجه المحتل بلا ارتعاب ولا جبانة
أنت .....يا أنا
يا فيض الحب للمكلوم
يا نبع الرحمة للمفجوع
أنت الفجر المطل حين يطول الليل بالعليل
لست رضيفا كجمرات الجحيم
تسعرين النار في الشجر
لست الضوء المفقود في قلوب الحيارى
لست الصمت حين يفرض السؤال جوابا يبدد سحب المقهورين
أنت ....يا أنا ذاك اللحن الذي يكسر الرعب في جوف طفل مشرد
أنت.... النهر الممدود في جسد حقل أنحله الظمأ
أنت.... الرياح المحملة بقطرات الغيث في زمن الجدب
أنت الغبراء المخضرة ....جنة من فراديس الأرض
أنت...... مآذن المساجد إذا علا الصوت منها حي على الصلاة ....حي على الفلاح
خرت الملائكة ساجدين لله
انت .....يا أنا
لا وقت عندك للبكاء
تمتلكين مفاتيح كل الزنازين
كسري كل المغاليق..... بالحب.......بالصبر .....بالامل
زهرة النرجس ربيعة ازداد
المغرب/تازةأنت
Commentaires
Enregistrer un commentaire