أنا والفصول /الشاعرة جميلة بلطي عطوي ...تونس
...... أنا والفصول ......
وأطوي الفصول على مَهَل
أهُزُّ إلى النّور رَفَّ الجناح
وكلّ الفصول تُشاكسني
كأنَّ الزّمان وليدُ الجراح
أيا مُهلة العمر كوني معي
فأنتِ وعزمي لديَّ السّلاح
لأخفِقَ مثل نسور البراري
أرومُ الجبال وأغزو البطاح
ويا طائر البان هلّا كَفَفْتَ
فقدْ ضاقت الأرضُ من ذا النُّواح
أنا مثل أيّوب أرجو الخلاص
ومثل الحمام أحبُّ الصّداح
ومثل خرير المياه بصَيْفٍ
أداوي العليل بعذب قُراح
أنا والفصولُ نخوض الحروب
ونحلُم بالنّصر مثل الرّياح
ونسكبُ للحزن عطر الورود
عسى الحزن يثمل ثمّ ويُزاح
وإنْ كنتُ أعلم أنّ فؤادي
إلى الحزن يهفو كطفل غرير
وذي الدّنيا تعلم أنّي ثكلتُ
فكيف أخفّف عصف المصير
وكيف ألاقي ضياء تلاشى
وهذا الدّجى ساكن في الوتين
وهذا الصّباح يُناجي المساء
ليركب سفْن الوفا والحنين
ألا يا فصولي متى نستعيد
عهود الزّمان وهطل الغمام
فيورقَ غصنٌ ويُزهرَ نَوْرٌ
وتزهو الرّياضُ بشدو الحمام
وتعلو التّراتيلُ من كلّ صوْب
تسابيح نصر وصوت انشراح
صباحي صباحُ الفصول تُغنّي
وصبري يُهوّنُ حملي الثّقيل
وروحِيَ مثل الفراش تطيرُ
تعانقُ حقل الضّياء الجميل
وتسرح بالطّين في كلّ درب
لتُسعدَ قلبا كواه الرّحيل.
تونس.... 14 / 6 / 2021
بقلمي ... جميلة بلطي عطوي
Commentaires
Enregistrer un commentaire