رائعة من روائع الشاعر مهدي الماجد/العراق

 الـــــورودُ الســــــوداء

الغابة ُ التي تمدُ أعراشها 

كبيت ِالعنكبوت ِ 

من أين لها كلُّ تلك الأنياب ِالمصطفة ِ

لتنهشَ جزالة َاللغة ِاللامتناهية ِ 

والحركات ِالآتية ِبعدَ أزوف ِالوقت ِ ؟

من أين لها اللسان ُ

كي تزدردَ أحلاما ً تضيءُ

كنجمة ٍفي روعة ِشبابها  . . ؟

        * * * * *

العصافيرُ التي عانينا وإياها

تصحرَّالأكباد ِوقتَ جفاف ِالنهر ِ

وإرتكبتْ مثلنا خطيئة َالنيل ِ

من ذات ِالأوثان ِالمقدسة ِ 

ها هي تجهزُ على بقيتها 

مثلما أكلنا من عدم ٍ 

لحومَ الأبناء ِ 

وحنينَ المرافىء ِالمشرعة ِأبوابها 

لأمجاد ٍظلتْ على مدى العمر ِ 

مضاعة ً . . .

مغتصبة َالغصونْ 

        * * * * * 

فيما مضى 

من بين أذرع ِالغمام ِ 

من بين تشابك ِالشجر ِ 

المنزوع ِالأوراق ِ 

تأتيني يدك ِجذلة ً 

تدقُ برفق ٍزجاجَ النافذة ِ 

تهديني باقة َالورد ِالربيعية ِ

في عرس ِالشتاء ِالهمجيِّ 

مختلفة ٌ ألوانها

وفي المساء ِوالطرقُ مسلمة ٌأمرها

لمن يفتشُ بين أعشاش ِالطيور ِ

تقولين : 

إرتقي معي . . .

ضفافَ بحيرة ِالقمرْ 

أقولُ :

يايوما ًيعدلُ عمرا ً

ليتكَ . . . 

تدومْ

        * * * * * 

ليس الآن 

إنْ عتـَّبتْ قدماك ِالصغيرتان ِ 

حدودَ الشهقة ِالمريبة ِ

فما بعدها إلا هاوية ُالهول ِالأخير ِ 

ما هو باليوم ِالموعود ِ 

فأغرسي إذن عند بابك ِالمخملي 

شجيرة َوروديَ السوداءَ

انهضي اليَّ في الصباح ِ 

ولتدنو خطاك ِ مني 

حتى أهرعُ من موتي 

وانثريها رويدا ًعليَّ

كيما تعودُ اليَّ الحياه .

,

,

ــــــــــــــــــــ

مهدي الماجد

3/4/2011


Commentaires

Articles les plus consultés