ترتيل ،صهيل وطهر /الشاعر عبد العزيز حنان ..المغرب

 



قبل  المشهد :

     كنت  قررت  التوقف  برهة زمنية لالتقاط  الأنفاس  و بفعل  عواملَ  مُتعدد ،  لكن  هناك  من أبى إلا أن  يرمي  بدفْقة  محبة صادقة في  بِرْكة القلب لترتجّ  بالتموجات ....  فكانت أولاها  هذا  النص .

ممتن  لمن ألقى  بالّدفقة ،  و ها  البركة  تستجيب ،  و قد  ضخّ بقرارها  ، مياها من منبع  الصفاء  و الطهر . أجدد  امتناني  لِمن من القلب امتدت الدفق لتعيد  الحياة للبِرْكة ....


ترتيل...  ، صهيل ... وطهر .


*******

 و من غياهب السماء ،

قد أوحى ربك ،

آيٌ ... 

يرتلها الخلق ،

على توالي الأحقاب ...

على تعاقب  الليل و النهار ...

إلى  يوم النفخ ،

في الصور ...

***

به  تطمئن  قلوب الخلق ،

يبعث  السكينة ، 

بمن ..

ضاقت به  الدُّنى .

يلجأ لترتيل  الوحي  

يضمد  به جراح النفس ،

فتصفو  ...

تتطهر من أدران الكدح ،

من  سباق  الرغائب ...

ما طال  الركض  إليها ،

ما  سعى  السعي ،

لامتلاكها ...

تتلاشى أمام  الأعين ،

كتلاشي  أدخنة البخور ...

***

و بامتداد  الترتيل ،

حصان  و مُهرة .

يسابقان اللحظة ...

قبلما ،

يغشاها  غاشٍ ...

يفسد المرتجى ،

يبدد ألَق شهقة  اللقاء ،

و  لو  خلسة من  الزمان ...

فتتهاوى أمانٍ ،

بنيناها ...

و  تنهار ما شُيِّد

من جسور ...

***

يمتد  الصهيل ...

يعلو  الصهيل ...

يشتد الصهيل ...

يسابق  الآتيَ ،

على صهوة المجهول ...

يعاند  ومضة اللحظة ،

و على مسافة  الرمش ،

حين يرتد  الطرفُ ...

يزمجر  الركضُ ،

و  الصهيل  المجنون ...

يسمو  بالحصان ،

يتعالى  بالمُهرة ...

لسحابات   الحلم  المستحيل ،

و  على بساط الغيم ...

يمتلكان شهقة اللحظة ،

فتشتعل  السماء ،

أنجم  نشوة ...

يجللها أريج النارنج ،

و القرنفل ...

يفوح  منها ،

أريج  يخصب  الروح ،

فتتضوع  بالعطور ...

***

و بين  الترتيل  و الصهيل ،

ينام  ملء  الرضا ،

حلمُ  الآتي  الممتدِّ ...

ينعم  بالأحلام صاحيةً ،

ما  أفزعها  تهدج  الترتيل ،

و لا ،

حمحمة  الصهيل ...

تعالت .

صِبا الأمل  المستمر ...

في هدأته ،

حلم  بالطمأنينة  مُحتضَنٌ ،

كماء زمزم 

 الشافي الطهورِ ...

***

مُحصَّن بالسبح  المثاني ،

و عين  الرحمن  تكْلؤه ...

بين  الترتيل  و الصهيل ،

يعانق ...

 أحلام الآتي  الجميل .

يسابق  فرحة  المهرة ،

لهفة  المهرة ...

و حين  الصحو ،

يستمر  الترتيل ...

يستمر  الصهيل ...

تستمر  أحلام  العمر ،

 مزهرة ...

تضخ  بأوردته ،

دماء  الشوق ...

و العشق  الجسور ...

/////////////////////////////

عبد العزيز حنان

الدار البيضاء في : 13  غشت 2021

Commentaires

Articles les plus consultés