هذه سمائي /نص سردي الأديبة نورا ملاك
هذه سمائي تجحدني حد الظلم ،تبتلع شمسي في عز نهار أظلم بغير انتظار كأن الكون فحمة متسعة وتتسع أكثر لأختفي عن نفسي وتضيع مني ملامح الأنثى العاشقة للنور كأني منزوعة من رقة الأنوثة ،من دلعها ،من دلالها وخفة روحها ...كيف تعبث بي قدري ؟كيف يموت الربيع وتحصد سنابل أفراحي قبل وقت الحصاد ؟لماذا يسود هذا الصمت الخانق حولي يخنق الحنين ،يوقف سيل جداولي المنسابة في أعماق روحي التواقة للحب ويقتل لهفي عليك أيها النصف الذي استعصى علي الشعور بالسكينة في حضنه، حضن هجره الدفء وكلما شدني الحنين إليه وجدته كندفة ثلج قاتلة ،تتجمد حواسي كأني دمية صينية،أيها النصف الذي أورثني الخوف والضياع أي ذكرى تركت لي وأنت تغادرني ويخلو مكانك منك ، لا أبدا لم ترحل لازلت ترميني بجمراتك الحارقة لأنني كلما ولجت غرفتك أصطدم بصورتك المعلقة على جدار يئن من ثقلها، تثقبني بنظراتك الحادة يردد الصدى ضحكاتك الاستهزائية تماما كما كنت تفعل من قبل حين كنت أضع يدي في النار لأطعمك وكنت تضع كفك في كف أخرى لتمحو كل أثر لك في القلب.... ماذا تعني ضحكاتك الآن؟ كأنك تريد أن تقول لي: أنا لازلت هنا سجينتي
لازلت هنا بكلي وعدتك أني لن أفارقك وها أنا أفي بوعدي ... أيها النصف المتجبر الذي قص ظفيرتي في سن الطفولة وأطفأ لهيبي الأنثوي عند أول نبضة لنهدي حين صرت وردة متفتحة أمنح عطري الشذي بسخاء عاشقة تهوى قطف سيقان الزهر، وها أنت أيها النصف ترحل بعيدا بعيدا وفي عينيك حديث لم أفهمه كما لم أفهمه أبدا في لحظات جنونك الذكوري...
لا أدري لماذا بكيت وأنا أشهد انطفاءتك؟
بقلمي :نورا ملاك
Commentaires
Enregistrer un commentaire