حالة تيه /الشاعرة نجاة الشرقاوي
حالة تيه ...
الليل ؛
رحَى تطحن في الخواء ...
تجثُم على صدور الساهرين
كَفنٌ من أوراق بيضاء ،
تنتظر جُثث الحالمين
يشدُّه سواد حبْر ...
تتوجّس الكلمات ،
و البوح استعصى .
صمتٌ مطبق
سيْل أفكار ،
يتماوج مع اندفاع الظلام ...
يُراقص بصيص أمل
يقطع الحبْل السّري ،
يتودّد لِسَنا الكواكب
أَ يولد مع الفجر ،
هذا الحلم الخدِيج ؟
ما زال الصمت سيّد الموقف ،
و الظلمة مُكتحلة
و نفسٌ ،
تهفو للضياء ...
الليل أعمى يتحسس الطريق
و صلاةٌ صامتة ،
تتهادى في جوف الظلام ...
دعاءٌ مبحوح ،
يرتدُّ إليه الصدى
فبيْنه و السماء ، حِجاب .
كيف يرقص الطير مذْبوحا ؟
كيف تدمع العين ،
فرحاً
و حزنا ؟
براكين أفكار ،
تغلي ...
و على حافة العجْز ،
تنكسر .
ألْسنة لهَب الحيرة ،
تحترق ...
الحياة ،
دقائق مبعثرة ...
أمّا العمر ،
فيتهاوى نحو نهايته
و الحلم الصبي ،
يتأرْجح .......
يتدحرج تيهاً في السراب ...
يقف على ساق واحدة .
استعصى عليه فلك الأدران ...
فمتى تكشف الغيمة النّقاب ؟
نجاة الشرقاوي
Commentaires
Enregistrer un commentaire