حلم تشرين الذي كان /الكاتب أنس الشرايبي..المغرب
حلم تشرين الذي كان ........................................................................................................
ككل موعد مع قصة كان لا بد لي أن أبحث في تشرين عن تاريخ يطابق حدثا بعيدا عن ما تأتي صحف زمني، عن حلم ربما أو شيء أكتبه بعد لحظات انتظار أمام صفحة بيضاء.
تشرين الذي ظل حلم أكثر من شاعر بدءا بالأسطورة بودلير، لورا انجلز، ونزار وغيرهم ممن فتحوا حقائب شهر على تفاصيل قصصهم، أشيائهم أو أسرارهم التي لم يبوحوا بها سوى للورق.
مضى زمن إذا على قصص من تعلقوا بتشرين، أو من تغنوا به حاملين بقايا اوراق خريف انقضى، أو غبار أحلام تركها طرف قصة آخر على شفا بوابة مغلقة دون أن يترك وعدا بعودة، وما زلنا منذ ذلك الحين نسائل أنفسنا عن أشياء كنا على مرمى من صمتها، من غرابتها نحن الذين افتقدنا كل تلك الطقوس، وفي زمن ندر فيه من يجلس إلى رصيف صامت ليتأمل ذلك التساقط المربك لآخر ورقة من فصل الخريف، لمشهد اوراق عاشق ترك قصته مجرد ذاكرة تعبر الرصيف المقابل بعد زمن انتظار، أو مشهد من انتظروا على مسافة من جادة الذكرى، ذكرى لقاء، أو عناق، أو حتى قبلة سرقها الطرفان من الوقت!
بين تشرين الذي كان وهذا الذي يشارف على الرحيل ها نحن أمام محطات صاخبة قل فيها من يضع عطرا لذاكرة من غادر ذات فصل، أو حتى من يعانق شالا تساقط من يدي عابرة سبيل لتضعه المصادفة بين يدي ذلك الذي يكتب من انصاف المصادفات قصة تضعه في مطبات الانتظار، يحلم بتشرين كما لو أنه يحجز مقعدا لموعد لم يكتب على دفاتر من وهم! يضبط عدادا افتراضيا لأسئلة مستعصية، أو يفتح دفترا أمام كلفة رياح قد تمضي في لحظة بكل ما خطته يداه في لحظة حلم.
هو ذا تشرين إذا بزخات مطر بات فيها الكثير يبحث عن يد مظلة لا يد تدري بكلفة الأحلام، بصور لم يكن يدري بها من عايش طقوسا عابرة على مسافة من فنجان قهوة الذاكرة، بجيوب خلى معظمها من رسائل عمر قضى فيه الكثير ساعات من العمر على شفا ذاكرة حب.
بشوارع باتت اوراق شجرها شاهدا على قصص تعبر المواسم نفسها بالصمت نفسه، بيتم قصة احتفظ بها عابر سبيل لبرهة، أو آخر يعيش على رمقها الأخير في انتظار عناق افتراضي أو قبلة عابرة لشاشة!
يمضي تشرين أيضا بما بقي من أوراق ذاكرة كانت ليترك فيما بقي من أوراق الفصول أسئلة أخرى قدرها ربما أن تكتب على شفا محطة، وبحبر قابل للنسيان، تماما كما قصصنا التي باتت عرضة للنسيان في فصول فقد معظمنا متعة تأمل تفاصيلها وإن كان بنظرة من خلف الزجاح! .....
بقلمي أنس الشرايبي
Commentaires
Enregistrer un commentaire