مدننا والضباب /الشاعر سالم الحمداني ..العراق
مدننا والضباب
اعتادت مدننا أن تنام على الصفير
أو في كبد قنفذ
لتنهض باكرا ..
وقد خلعت حلمها العاري
المرهون في حضن كاذب
أو منمقا محروسا كعقال بعير
متلعثم اللسان يهذي ،
والبشارات والقلائد المعتوهة تتوالى
وتوزع بالمجان
لي ..
ولها ..
وله
بانتظار الليالي اللاحقة
بحلم أعرج جديد
ككل مرة !!
حلم مرة ..
أنه قد عاشر الشمس قبل أن تدنسها الذنوب
وأنه فض بكارة الكذب في جنح ليل غريب
وأنه صنع بكلتا يديه المعطوبتين وجنات القمر
وأنه منح إجازة الرقص لخلخال محبوبته قبل الأسر
وأنه علم الببغاء كيف يردد ما يسمعه دون عسر
وأنه لقن التاريخ درسا
كي لا يعاود تأنيب الضمير ،
وخيام محاكم التفتيش لا زالت في ربوع صدري
تدق نواقيس النشور وتزين قبري
تعلم المارين صنعة التحنيط ،
وفي غفلة من سباتي ..
صحيت على رسمي يكتب ذات أسمي
على رفاة ممزق كان يشهد ولادتي ..
وينكر موتي .
--------------------------------------
Commentaires
Enregistrer un commentaire