عرائض لمواسم الضجر / الأديب أنس الشرايبي ..المغرب
عرائض لمواسم الضجر ....................................................................................................
كنت وما زلت منذ زمن أعبر من أمام مقر جمعية أو حتى مكتب نقابة ألمح بطرف بصري تلك الشعارات الجاهزة، كأثواب تنتظر الموسم المناسب للعرض، تماما كما معطف خريفي يبقيه بائع محل مواربا في انتظار المواسم الباردة، أثواب بقطع ملونة، وبأحجام تختلف من واقع لآخر ومن قضية إلى أخرى.
أثواب تحملها ايد صقلتها برودة المكاتب الضجرة، أو أخرى أتت عليها لفحات مواسم لتترك عليها خدوش أزمنة قست على من يحمل ورق قضية، أو من لم يزل يحتفظ بمطلب مذ كان بعمر الأحلام.
هذه المرة قطعا لم تكن القضية أكثر اختلافا، ما دامت المناسبة تحتمل أكثر من شعار تتاجر به نقابة، أو جمعية أو غيرها من تنظيمات تنسب لنفسها حق الدفاع عن قضية تحت أكثر من ذريعة، دون أن تدري بخفايا أشياء، وحدهم من عايشوا هواجسها يدرون بثقل ما تحمله مفكراتهم!
بعد زمن ونَيف؛ ها نحن أمام كلفة يوم بعنوان رفض العنف ضد الأنوثة، عنوان تصطدم به أنوثة زمننا في حافلة، او في شعار يعبر وسائط التواصل الاجتماعي، وقد تقرؤه أنوثة أخرى ترشف فنجانها الصباحي في الكافيتريا المعتادة، تنظر لبقايا حلمها الآخر بصمت، لتختار إزاحة الجريدة بمسافة، لا لأنها اخطأت قراءة العنوان، بل لكونها تدري بما تعيشه بنات جنسها من عنف، آخر يظل جزءا من المسكوت عنه!
بين أمس مضى وحاضر يحل بتفاصيله المربكة، ها هي الصفحات نفسها تمتليء بغوضى الصيغ، بموعد بث يرصد نصف الحقيقة، أو مقال يعبر صفحة ما من جريدة، أشياء ضجرة تملأ صفحة افتراضية، أو وسما يتصدر العالم الافتراضي لمسافة زمنية، لا تتجاوز في افظل الحالات بضع أيام لينزوي حلم ابنة زمنها في ركن ما!
حلم ربما لم تعد تتذكره تلك التي تحمل حقيبتها لتقارع عنفا نفسيا على مدار يومها مذ اول لحظة تقع فيها عيناها على رجل وانتهاءا بيدي ذلك الذي اعتاد اعتقال أحلامها في بيت صغير.
مثل غربي يقول - أحيانا تساوي المراة عشيرة ذكور- لربما لم يدرك صاحب الحكمة بهواجس تلك التي تتلقى حفنة اتهامات كل يوم لتجد نفسها ملزمة بالصمت أمام أسوء نموذج ذكورة، أو حكاية تلك التي كانت تجد نفسها أمام حصة ملاكمة، لم تملك أمامها سوى تعلم فنون القتال لإنقاذ ما بقي من تفاصيلها التي ذبلت على مدى عمر بعد اكتشافها نصف الحقيقة الآخر!!!
وإلى كل امرأة أقول، كل عام وأحلامك بألف خير!!!
بقلمي
أنس الشرايبي
Commentaires
Enregistrer un commentaire