حضورك يهدىء صخب القلب / الشاعرة ربيعة ازداد





 حضورك يهدئ صخب القلب


يتقفاني ذاك  الفراغ الهائل الذي يلفني بأغلاله المحكمة والمكان قفر بلقع خال من كل شيء إلا منك ينتشر سواد كأنه راء ليل يرفض ذاك الضياء  المضمر في عمقه وأنا غارقة في لحظات صبوتي تتقاذفني أشجاني العالقة بأهدابي المبللة لأظل مثقلة بأحطاب حيرة بين سطوة غيابك ولذة آمالي ، أود لو تأتي ليتحقق ما يحكيه لي الحلم و تسقيني جرعة من همسك الرهيف حين صمتي يغط فيك وأسياح ظلالك تعود كفيئة توبة حسنة تغمرني الطمأنينة و السكينة إذا ما هسيس صوتك الخافت ينشعب  في صحاري  روحي 'أنت الذي بريشة الحب زخرفت ثنايا قلب برزت تجاعيده المحفورة في نظراتي المتأملة لتاريخ مضى وأنت تهديني فراتا عذبا ونخيلا وارفا وأنت تغرس في روحي صفصافة تعمر سنينا وأنت  ترسم فوق محياي ألوانا من الزهر  لأغدو روضة ازدهرت كأنها حكاية عاشق .... أنتفض من دهشتي إذا ما استيقظت من أزمنة الهذيان،  لا أريد فصولا تتوالى معك تقودني إلى خريف تمزقني رياحه لتصير طلا في ذاكرتي  بل ابق ذاك الربيع المزهر في روابي روحي تغاريد عصافيرك كعزف يسافر بي هناك حيث السماء تمطر بدمعات الشوق ، حيث ابتسامتك التيماء تتلألأ بأضواء السعادة ليبدو السبيل نحوك جسرا يعبر بي نحو الأمل ،وأنا منتشية بعطر الجاردينيا من حديثك المستطاب العذب، لتكبر أحلامي وألتقي بك في موعد تستعد له السماء بغيث يروي مفازة أقفرت من أهلها......

أيها النهر الذي ينساب رقراقا في جداول روحي لا تتوقف عن الحلم سنلتقي في مجاري العمر ستختلط دموع الفرح بدموع الحنين، نثمل في وقار عمر أدركناه ونحن نركض نحو بعضنا البعض نشعل شموع العناق ونتقن رسم خيال يحلق بنا في فضاءات صافية تتضوع بعطر حب يتصاعد سموا كأنه عبق الزمان وينزل هطولا كأنه حبات البرد  لانخشى هدير قطار العمر،  تطوقني بحزام الامان وتفرش لي حضنك لأنام وأنا أردد اسمك  كماء مزن وكفرح هداية وكنتاج دالية  قطوفها  فاكهة حب أبدي  جعلني ألحد كل حب مضى لأصير مريم في كنائسك الشاهقة


زهرة النرجس ربيعة ازداد 

موليصو/فرنسا

Commentaires

Articles les plus consultés