الدرب والغريب /الشاعرة هويدا الدبيات
الدرب والغريب
..............
بقلمي هويدا نصر الدبيات سورية
.................
الدرب والغريب
.................
الليلُ والدربُ البعيدِ خفَتَتْ بهِ الأضواء
إلا غمغماتِ العابرينْ
وخطى الغريبِ وماتنشرُ الريحَ من نغمٍّ حزينْ
والنورُ تعصرهُ المصابيحَ الحزنى في شحوبْ
مثلَّ الصبابٍ على الطريقْ
بينَ الوجوهِ الشاحباتِ كأنهُ نغمٌ يذوبْ
في ذلك الدربِ البعيدْ
كمْ طافَ قبلي من غريبْ
في ذلكَ الدرب البعيدْ
فرأى وأغمضَ مقلتيهْ
وغابَ في الليلِ البهيمْ
وأرتجَّ في حلقِ الدخانْ
خيالُ نافذةٍ تضاءْ
الريحُ تعبتْ من الدخانِ
الريحُ تعبتْ في فتورٍ واكتئابْ
وصدى غناءٌ ناءٍ يذكرُنا بالليالي المقمراتْ
وأنا الغريبُ أظلُّ أسمعهُ وأحلم بالرحيلْ
في ذلك الدرب البعيد والليالي العامراتْ
تناثرَ الضوءُ الضئيلَ على المكانِ كالغبارْ
يرمي ظلالاً على ظلالِ كأنهُ لحنُ رتيبْ
بين الغيوم الزاحفاتِ كأنها سحبُ المغيبْ
في ليلةٍ ظلماءُ باردة الكواكبِ والرياحْ
في مخدعِ سهرَ السراجُ بهِ وأضاءَ الصباحْ
الليلُ والدربُ البعيدِ
وغمغماتِ العابرينْ
وخطى الغريبٍ وأنتِ أيتها الشموع توقدينْ
في مخدعٍ مهجورِ في ليلٍ لن تعرفيهْ
تلقينَ ضوءكِ في أرتخاءٍ مثلً ماء الخريفْ
حتى تموجَ بهِ السنابلِ تحت أضواء الغروبْ
في ليلةّ قمراءَ سكرى بالأغاني
في ذلك الدرب البعيدْ
قد كانَ قلبي مثلكم كان يحلمُ باللهيبْ
حتى أتاحَ لهُ الزمنْ
يداً ووجهاً في الظلامْ
نارُ الهوى ويدا الحبيبْ
قد عادَ إليَّ من جديدْ
من ذلكَ الدرب البعيدْ
الليلُ والدربُ البعيدِ تسابقَ بهِ الحبيبْ
نأى الغروبُ وأرتحلَ الظلامَ من جديدْ
أنا وخطى الغريبِ والدربُ البعيدْ
بقلمي.هويدا نصر الدبيات
Commentaires
Enregistrer un commentaire