ذات ودقين / كامل عبدالحسين الكعبي





 ذاتُ وَدْقَيْن ..

.................


بجبروتهِ تتجلّدُ المواقدُ وينطفئُ جمرُ الحَدَقِ يأتي مارقاً محمّلاً بالصرِّ باكورةُ الفصولِ ، العصافيرُ لزمتْ أعشاشَها غطّتْ زغاباتِها تفيضُ حناناً ويطوّقها الوجعُ متىٰ تنقشعُ سحائِبُ الوجدِ من عيونِ الرمادِ دونَ أنْ تنكأ أهدابَ الشمسِ ؟ تمحو أخاديدَ التياع النيازك عن خدِّ النهارِ وترشفُ قطراتِ الندى من الشفاهِ الذابلةِ هي الأُخرىٰ قدْ تجمّدتْ بصقيعِ المدائن الغاطّةِ بسكونٍ عميقٍ تشكو عطشَ السواقي خلفَ دهاليزِ الضبابِ القاتمةِ قدْ فزّزها حَبّ الغمامِ وأردفَها بندفِ الثلجِ العائمِ في هيولى مداراتِ الاحتضارِ قدْ تلبسُ الأرضُ جلدَ ماعزٍ ويرتدي الأثيرُ معطفَ الليلِ العريانِ تبقى النبضاتُ مختنقةً بكماءَ يعبثُ بها صفيرُ الريحِ يتلجلجُ في الفراغِ ولا يردمُ بحيراتِ الاكتئاب .


 كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      العِراقُ _ بَغْدادُ

Commentaires

Articles les plus consultés