حنيناً إلى صوت المطر/ الٱديب أنس الشرايبي
حنينا إلى صوت المطر ......................................................................................................
كما قبل زمن، ها نحن نعيش فصل انتظار مؤجل، نكتب أحلام عمرنا على مسافة من فوضى مذكرات فصول مضت، ننظر إلى أشيائنا بلهفة من يقبل على صفحة أوهام، مكتفين بتأمل بقايا خريف ترك في شوارعنا أوراقا لزمن ندري أن لا عودة لصفحاته.
ها نحن إذا في زمن غياب المطر نفترش بقايا تلك الأمنيات، محملين بذاكرة اصوات اخترقت حواسنا لبرهة، شذرات تأملنا بقاياها على زجاح انتظار، أو أخرى باغتتنا في لحظة تناسينا في غمرتها إرفاق أشيائنا بمظلة، نختبيء لبرهة في عتمة جدار، أو بوابات احتضنت رعشاتنا، كما معاطفنا المبللة، بوابات طالما توقفنا إلى زواياها تلك متأملين حدثا كالذي غير جادة عبورنا، أمكنتنا، كما شوارع تركت في مفكراتنا ذاكرة فصل يأتي، أو آخر يفاجئنا مطره في اللحظة الأقل! نتذكر لبرهة نوافذنا، شرفاتنا كما عطر شتاء عشنا في غمرته لحظات انتظار، ننصت لذلك الهدير الذي طالما أجلسنا إلى مفكرات بيضاء، أو أخرى كتبنا على ورقها بألوان شتاءات مضت، بقصص كنا ننظر إلى ورقها، منتظرين تلك المواسم التي عايشنا طقوسها بلهفة من يتوق لمشاهد الأزقة المبللة، كما رائحة طالما اخترقت حواسنا مذ سقوط أول قطرة مطر.
بمذكرات بيضاء إذا؛ ها نحن نفتح نوافذنا أمام تلك الاحتمالات، محتفظين بمظلاتنا تلك، مراهنين على وهم فصول كانت، بقطرات طالما كابرنا امامها بشهقة اعتراف، او اعقاب أحلام كتبناها على قطع ورق بألوان كل الفصول، بين أوراق رمادية، أو أخرى تقارب دهشة ربيع، اوراق تذكرنا بأول كلمة ابقينا على سرها مذ اجلنا مواعيدنا لدواعي المطر، أو أخرى لم تزل تتردد في أعماقنا كلما حل فصل انتظار آخر.
كلمات كتبناها لنترك شظاياها قيد رفوف مغبرة، أو أخرى جاورت صقيع انتظاراتنا تلك لنلقي بعها على مساقة من طرقاتنا المبللة، كما شوارع كانت شاهدا على لحظات أخرى من عمر قصة مؤجلة، من فصول كتبنا جزءا منها مراهنين على ربيع تزهر فيه حواسنا لتفتح صفحات قلوبنا على وقع نغمة حب.
في مواسم شتاءاتنا العابرة، ها نحن نحصي ذاكرة تلك اليوميات المتشابهة، نفتح أذرعنا لذلك التعاقب المربك للفصول، ننظر إلى بقايا أوراق لمواسم مضت، لشتاءات تركت في دفتر ذكرياتنا شيئا من رائحة ذلك المطر، من اعترافات كتبناها ذات فصل غياب، كما هواجس تركتنا في أكثر من مرة أمام نوافذ مشرعة. ننظر إلى صورنا، كما تواقيعنا على زجاح النوافذ المهملة، نعيش لحظة ترقب في انتظار قطرات لم نزل نحتفظ بتفاصيل زخاتها مذ لامست اقدامنا تلك الأرصفة التي عايشنا في عتمتها تلك التقلبات المباغتة للفصول، كما قصص تركنا نهاياتها مشرعة أمام احتمال زخات طالما اجلستنا خلف نافذة مواربة !...
Commentaires
Enregistrer un commentaire