ذكرى ظل /الشاعر مصطفى سليمان

 







””” ذكرى ظل “““


... و نأمل الخير يا أناي

أعلم ... أتعبتك ...

ارتحلتُ و ارتحلتِ ... حللتُ و حللتِ

امتداد الدهر مسايرة نهجي

أتعبتك يا أناي ... أتعبتك

صرتُ كالكلمات العصية

المتمردة كل المناويل 

كلما تنزلت و من على المخيلة 

ترجلت ... و ما أن أخطني قرطاسي 

نثرا ... شعرا ... 

أتبخر قبل أن يجف مدادي

أبحث عبثا عن أثر حرف نُثٍر عني 

عن عطر كلمة يوما صادفني 

علق سهوا ثنايا معاطف الذاكرة

... عما يطمئن اطمئناني

أتيه صلب الأمكنة ... تتخشب خلاياي

تتحرك ثورة بركاني ... أراني صهارة أنسكب

ترسمني اكتمال الصدفة أرضية اللاجدوى 

لوحة بكل الأساطير المفندة 

ضائعا ... لا أجدني 

كل الوجوه رَسْم اللوحة تشبهني 

و لا بوجه يؤكدني ... 

... و نأمل الخير يا أناي

أعلم ... لا أنا و لا أنت صرنا نعلم ...

هل أخطأت يا أناي ... هل أخطأت

فأنا لم أتعمد اختياري

أني كذلك وجدت و عليه بدأت ... !!! 

فأنا ... لم أبدأ من حيث تنتهي الحكايات 

وجدتني بفلسفتي عمق الفلسفة

أناجي المفاهيم الثكلى و الصيغ اليتيمات 

نقبت و نقبت يا أناي 

و كل الأفكار عمق الاسثحاتة

فندت مزاعمي

تشهدها سلال المهملات ...

كان حلمي يا أناي ... و ما يزال

في قصيدة تكتبـني ... ترسمني

و كما أنا بطول رقعة شتاتي

أستمع إليها ... أتأملها بعد آخر نداء

و أنا على سريع منتصف العمر ...

أعلم سقف حماقاتي و حجم تفاهاتي

و خضم المحال ... المحتمل

حنيني لموسيقى تلك الكلمات 

القابعة جوف عبارات داعبتني يوما

أطربتني و أنا بكامل قواي الفكرية

حنيني لتلك الحروف التي مرت

و عبر نوافذ الزمن تركت ندوبا

... أجن إن غيرتها زخات المطر ...

حلمي في إغماءة أرى فيها ظلي

... يذكرني بطفل كنته ذات أغنية 

لامس قرص الشمس ... لم تحترق أنامله 

فقط ... عاد متأبطا جمرات الانسانية 

دفئا زرعها ... تربة البراءة 

انتظرها عمرا تنمو ... ساعة الحقيقة 

... بشاب سار وجه الماء و ما لمسته الرمال 

رأى كل أشباح المفاتن / الفتن كواليسها 

و ما شارك دورا ... طوال المسرحية ...

... بكهل سيأتي يوما يلعن حظه

أنه حافظ على ابتسامته و لم يؤذ أحدا 

خلدوا ذكراه و نسوا وصاياه 

... بشيخ يمشي على ثلاث 

ما أخذ منه تعب السنين

يعيد رسم جادة الشوارع شارات الوقوف 

يخاف إن ترجل أحدهم ألغام الخديعة 

... و يظل الحنين بكل الحنين ... 

حنيني لتلك القصيدة الممنوعة الحروف 

و أظل أنا يا أناي ... كما أنا 

... و يظل الحنين قيد الظروف ... 


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Articles les plus consultés