لو بين وردتين نسافر في لحظة حلم / الكاتب أنس الشرايبي
لو بين وردتين نسافر في لحظة حلم ........................................................................................................
ككل مواسم الربيع، ها نحن نجلس إلى مذكرات من عمرنا الذي كان، نحتسب فوضى الدقائق العابرة، صوت هدير المطر، كما الأشياء التي طالما انتظرنا في زخمها قادما لم نكن نخطىء مواعيده، نفتح جزءا من أوراق زمننا على عابر يأتي بين فصلين، أولهما للشجن، والآخر كما وصفه شعراء بفصل الجنون.
فقبل عمر كنا نهيء أنفسنا لقطاف ورود ذلك الزمن، نبحث عن زهرتنا مكابرين على فداحة مواسم اليتم كما الغياب، نتذكر خريفا ترك في روزنانة دفاترنا شيئا من الكآبة ومزيجا من مشاعر كتبها كثيرنا وهو يتوقع فصلا تنتهي في يومياته مطبات زمن الانتظار، أو شتاءا عشنا مطره ذاك على حافة الذكريات، محملين بصمت اعترافات نطقناها ببراءة الحلم، أو بطيش لحظة طالما انتظرنا في طياتها قبلة ظلت مؤجلة. محملين في ذلك بزهرتنا او باقتنا التي بحثنا عنها بعنفوان من يعانق أخيرا لحظة فرح هاربة، بين من بحث عن زهرة من الحدائق المسيجة، أو من انفق زمنا في تصفيف باقته محملا بوهم زمن لاحق لا يعيش فيه على وقت غياب، ربيع تزهر فيه حدائق الكلمات لتغير شيئا من أبجدية أحبة قضوا زمنا على حافة تناقضات الفصول.
تقول الحكمة: - سعداء هم من يدرون بعطر كل زهرة دون ان تبوح بسرها كاملا- لعل قائل الحكمة لم يكن يدري بجنون زمننا اللاحق، ذاك الذي ما عاد فيه عاشق ينتظر على طرف زجاح كاشف، او آخر يقصف نصف عمره بمحاذاة باقة احتفظ بها للذكرى، ما دام هوس الشركات اوصلها حد بعث باقة نيابة عن عشاق زمننا ولكل بقاع العالم، زمن ما عاد فيه كثيرنا يجلس إلى ذاكرة وردة أو باقة، مكتفيا بملامسة ذلك الضجر العابر لشاشة تسببت في عقم مشاعر الكثير، كما انقطعت بسببها علاقة الكثير بدهشة الربيع، بألوانه التي تركت أكثر من شاعر، أو كاتب، أو رسام، أمام صمت مرفق بكثير من الدهشة.
في زمننا المتسارع إذا؛ ها نحن ننظر لتداعيات فصل آخر يأتي محملا بشيء من أسئلة عمرنا، من أشيائنا التي افقتقدنا عطرها، بذاكرة فصول ما عاد كثيرنا ينتظر تفاصيلها ببهجة مرفقة بأضغات الحلم، أو بالذاكرة التي تركت في اوراق كثيرنا حكايات من عمر الانتظار، أو بقايا ندوب شوك وردة طالما كتبتها قصائد على مدى عمر.
يحل ربيعنا إذا ليجدنا أسرى الاعتيادية القاتلة، نصفف شيئا من أمنيات كانت، أو نكتفي بالنظر لكتب ذكرياتنا المغبرة مكابرين أمام ورقها الذي ما عدنا نفتح أسراره الصغيرة لا لأننا بتنا نخشى قصصا توقعنا في مطب انتظار بقدر ما بات معظمنا يخشى لحظة مكاشفة أو بالأحرى تلك النظرة لحقيقتنا كبشر!
في زمن الفراق الذي تكتبه الانامل بكبسة زر، ها نحن نجلس إلى صمت فصل آخر يتغاضى الكثير عن عطر أزهاره، عن لحنه الذي كتب في سمفونيات ذلك الزمن، عن أشياء قد توضع لاحقا في رف النسيان ما دام حال الإنسانية انقلب حد المكابرة أمام سر وردة لا ذنب لها سوى انها أتت محاذية لذاكرة فراق كتب ذات قصة!!....
Commentaires
Enregistrer un commentaire