نيسان وقطاف الأحلام العابرة /الكاتب أنس الشرايبي
نيسان... وقطاف الأحلام العابرة .....................................................................................................
قبل زمن؛ كنا ننتظر زائرا موسميا طالما ترك بين ثنايا ذاكرتنا شيئا من أحلام للعمر، ننظر من شرفاتنا إلى بدايات فصل نقطف فيه حلمنا الآخر، او بالأحرى ذاك الذي كنا نتحايل على تفاصيله ونحن نحتفظ ببقايا زهرة مارغريت، متسائلين عن وهمنا، عن عشق سكن أبجديتنا ليتركنا لاحقا على حافة أسئلة لم نملك اجوبتها، بقدر مكابرتنا على أشياء احتفظنا بها كدليل على قصة حب كانت.
مثل نزار إذا كنا؛ ونحن نبحث مع كل بدايات نيسان عن ربيع لقصص حبنا العابرة، عن ذاكرة اعترافات كتبت بحبر الاشتياق، عن فصول لا نجلس بعد مضي يومياتها متأملين بقايا قصة حب، دون ان ندري بما تخفيه أحيانا أقدار مواسم تمر على عجل، نسأل انفسنا في كل مرة عن السبب في كوننا أصبحنا نقتات على فتات حب، دون ان ننظر إلى تفاصيلنا الأخرى، لحلمنا الذي بات شبيها ببؤس صورة تعبر شاشات هواتفنا. ذلك اننا في كل ما أهدتنا الحياة على مدار زمن لم نلتفت قط لما تساقط من اوراقنا كعشاق او أحبة، فبين مشاريع أحلام كتبناها في أوراق الذكريات أو أخرى سلمنا اقدارها لمطبات النسيان، أشياء لم نكن ندري انها كانت جزءا من سعادتنا، من عمر أوهامنا، أو كما قال نزار وهو يشبه الحب بالكذبة الصادقة الوحيدة!
لذا نظل دوما كلما باغتنا نيسان، ننظر لما بقي من وهمنا الآخر، نتفحص شيئا من ذاكرة من غادرونا دونما عودة، من وقعوا في اوراقنا بتلك التواريخ ليتناسى معظمهم بمرور الوقت شيئا من تلك الوعود، من بقايا أزهار ظلت شاهدا على قصص مضت لتترك في مذكراتنا أسئلة أكثر مرارة من وقع لحظة مغادرة.
بعد عمر ها هي الانسانية تعبر بين زمنين او ربيعين، دونما ذاكرة وردة، او بقايا اعترافات كتبت باليد لتقطع القارات، نيسان يأتي كعثرة قدر، أو كلحظة عابرة بين فصلين، ينظر لبقايا ورود متناثرة، أو أخرى كانت شاهدا على يتم حب أخطأ الموعد، يمر بقاطراتنا المتشابهة، تلك التي ما عاد عشاق زمننا يرسمون على بياضها بأصابع الحلم، كما بقايا قلوب باتت أكثر تعلقا بتلابيب صور عابرة، نيسان الذي كنا نعيش كذبته تلك ونحن ننتظر على حافة قدر فصل عابر، بتنا في زمن بؤسنا اللغوي نعبر متاهاته دون ان يحتفظ معظمنا بآخر سؤال احتفظت به زهرة مارغريت من ذلك العمر، تلك التي ربما مر بها أكثر من عاشق دون ان يدري بما حملته على مدار عمر من هواجس آخرين لم تزل ذاكرتهم معلقة على مشجب المواسم، او بالأحرى تلك اليوميات العابرة من زمن تناسى فيه معظمنا ما كتبه على دفتر ذكريات!!
Commentaires
Enregistrer un commentaire