رفيقة الأحزان/الشاعرة منى كامل بطرس







 قصة قصيرة ... من الواقع 

_______

رفيقة الأحزان _

.....

وقفت امام المراّة , ونظرت مُتَفحّصة !

خطوط واخاديد وكأنها معاول استهدفت قطعة مرمر مصقول لامع لتُحوّلَه الى قطعة اثرية اكل الزمان عليها وشَرِب !

خمسون عاما وهي في غياب عن نفسها , اخذتها مصائب الدهرِ ,,

مرَّ شريط الذكريات الموْلم  الحافل بالنكبات والاّلام , كانت كالغصن الريان , كزهرة يفوح عطرها ويعبق المكان ,,اغمضت عينيها واستمر شريط الذكريات الموْلم,,!

زمن  الحرب ,,

الم الفَقد ,,

خطفت مخالب الشر رفيق عمرها . سندها وهي لاتزال في ريعان الشباب ومقتبل العمر , رحلَ وترك لها براعمَ صغيرة لاحول لهم ولاقوة , في ليلةٍ وضحاها ابتلاها القدر بدورين ! لاسندَ لها ولامعين غير خالقها , اخذت طريق الكفاح لتسير بأبنائها الى بر الاّمان والمستقبل الزاهر ,,

نسيت صِباها وزهوها , اخذت تعمل ليلَ نهار لتوفير العيش الكريم لها ولأطفالها , اعطتهم رحيق عمرها رَوَّتُهم بدمعها , كُلَّ يومٍ تقتطع ورقةً من عمر الزمن , 

اصبح تأريخ  ميلادها كقطرات شمعٍ مذاب على موائد الحرمان ,, تلك هي إمرأة  الأحزان ,,,,

,,,,,,,

من كندا \ بقلم منى كامل بطرس 

2021 \\ 2020

Commentaires

Articles les plus consultés