مدن السراب/الشاعرة روضة الدخيل







 مدن السّراب

        

لم يعد في الرّبوع سوى 

خراف صغيرة

حيث عصا الرّاعي تشير

تعدو

بحماسة ريح نعسى

على ظهورها الرّاكعة

يرقص الموت

و عصيّة هي الدّموع

لكنّ العيون خائنة

انفجرت شلالاتها

باستسلام


بعد الآن

لن تجمعنا عاصفة

فخيام أحلامنا بلا أوتاد

و لا نار في ليالينا الباردة

يكفينا دخان الشّواء

العابق 

من بيوت الأغنياء

والذّاكرة في حداد 

سطورها تبكي

كلّ ما بقي فيها سواد

كيف للحجر أن يُقضم 

ككسرة الخبز


الآن أريد

صراخا عاليا 

يوقظ من في القبور

النّيام

كبوق القيامة

بلا استثناء لعبد أو معبود


فهل انتهينا

ونحن نجدل جوعنا صبرا

بطعم الجراح

و نسخر ممّن يخون الخريف 

بأعمارنا

وأقدمانا الحافية تلبس خفّ التّراب

فتترك على الوحل 

في كلّ خطوة

بصمة عار


كفانا اغترابا

نسينا الحياة


هنيئا 

لنيرون معلّمنا الضّليع

لقّننا درس الحريق

بقدرة حاذق

ففاحت 

من زفراتنا نار خمود


و مرحى لليل 

بقبضة مريد

يحطّم بالضّربة القاضية

سرب الذّباب


روضة الدّخيل

Commentaires

Articles les plus consultés