تماثيل/الشاعرة روضة الدخيل
تماثيل
لن تجد وجهاً واحداً
ما زال يتقن فنّ الابتسام
على مسرح الشّفاه
أمام الجموع
و بمعزل أيضاً
حيث الرّوح
لرحمة مفقودة
راجية
وحده الجلّاد يبتسم
مستلّا السّوط
من غمد رياء
كعلم انتصار للعاصفة
لحظة ابتلعت النّسيم
و بريق العيون
بألوان زاهية
و مباح هو العرين
يعتلي صدر مداه
الغراب اللّعين
و حوله الحور العين
و موائد عامرة
في بلاد بلا حياة
مقدّسة هي الأسواق
لا يطؤها إلّا المطهّرون الذين
للذّهب المكنون
يصلّون
فماذا سأقول للعصافير
و أعشاش فراخها
باردة
و أرضي قاحلة
وأنا
عابر سبيل
أبحث
بين الجدران المتداعية
عن ظلّ
فلا يسعفني الرّجاء
بعزلة قاسية
لا مفرّ اليوم من الطّوفان
و الموت لم يعد مهاباً
كالزّمهرير الحارق
المقيم في أوصالنا
ونحن دُمى جثث محنّطة
في مُتحف
لا يرتاده الزّوار
في غربة قاهرة
و الحرّية شعار
يردّده المتنعّمون
في وطن
ارتدى عباءة الجحود
فحذف من سجلّاته
الرّفاق القدامى
بحجّة الإتلاف
لملء الشّواغر
في سطور فارغة
روضة الدّخيل
Commentaires
Enregistrer un commentaire