أصابع اتهام /الأديب أحمد علي صدقي
أصابع اتهام.
التقيا أمام الباب.. الأب راجع من صلاة المغرب مثقل بهموم عمر فاق الثمانين.. الابن شاب راجع من دروس ساعات إضافية يحمل محفظة ثقيلة قد أحنت ظهره.. تزاحما بعتبة الباب. نظر الأب للإبن وسأله بعنف:
- أراك أتيت راجلا. أين هي دراجتك؟ أجاب الابن بسخرية:
- مشيت راجلا.. قال الأب:
- راجلا؟ وأين هي الدراجة إذن؟ هذا مكانها فارغا.. هز الابن كثفيه لكن لم يكتمل هزته حتى أحس بلطمة أضاء بريقها ظلام الزقاق أمامه.. صرخ الولد.. خرجت الأم.. زمجر الأب في وجهها وسألها:
- أين هي الدراجة يا امراة؟ قالت:
- لا أدري يا رجل. قال:
- لن تناما اليوم حتى تحضرانها. والا قاصصت ثمنها من ظهريكما.. دخل الابن بيته باكيا يهمهم ودخلت الزوجة المطبخ قلقة تزمجر. أقسم الأب أنه لن ينام حتى يعرف مصير هذه الدراجة التي كلفته الكثير لشرائها. هم بالجلوس.. سمع دقات متتابعة بالباب.. استجمع قواه وقام وهو يزبد و يرعد.. فتح الباب بقلق صاخبا في وجه الذي يدق:
- ماذا تريد في هذا الليل أيها الرجل؟ اغرب عن وجهي وإلا... أريحونا من صداعكم يا وطاويط الليل.. رأى دراجته بيد الرجل.. صاح:
- أنت سارق. اقبضوا عليه فهذه دراجتي.. ارتعد الرجل خوفا.. تقهقر قليلا تعجب من هذا الاتهام ثم قال:
- خذ دراجتك يا عمي. فأنا لم أسرقها بل كلفني الفقيه بتسليمها لك. لقد وجدها أمام باب المسجد...
أحمد علي صدقي/المغرب
Commentaires
Enregistrer un commentaire