بتعب يتكئ تعبي/الشاعر مصطفى سليمان

 





””” ... بتعب يتكئ تعبي ““


      ... و كلما تعبتِ

يتعب الحلم 

تئن الهوية ثقل الاغتراب ... 

يبكيك القلب 

يجثم الاشتياق قساوة 

و إليك يرفرف 

حاملا رغيف البلد ، 

نكهة البن و نشيد الوطن ... 

يتعب نبض الحب 

يفتقدك مجرى الحنان 

... من بين مفاصل الوحدة 

و من صلب عنت المنال 

ترفع الحياة جديد الأمل 

شارة النضال ... لتعلن  

أنها ... مسافة صبر ليس إلا 

... مسافة استقرار ... 

و على غير عادته 

... يحضنني الشوق كئيبا 

يتوسلني العودة 

يهمس جهرا 

... كان ... علي أن أظل 

مجسا ... أن يستقر الاطمئنان 

أن تنبسط أسارير الوجدان 

... أن ينتعش البدن  

أن أظل تذكرة سفر 

... إليك ... لك ... معك 

        ... منزوعة الإياب ... 


        ... و كلما تعبتِ 

فَزِعَةً تهربني التذاكر 

تبكيني الحقائب الثكلى 

و دموعا تسقيني 

عبثا ... تصحر هدب أنفاسك 

ينحبس ندى انتعاشتك 

... مغشيا ... طريح الأسى 

إليك يسافر وحيدا ... الوجدان 

تنفضح الانتعاشة 

... و وجوه الأصباح 

تدمع مقلتي الشمس

خَجِلة ... تتوارى خلف السحاب 

و نبلا تحبس أنفاس خيوطها 

لترتع الظلال طليقة خفيفة 

... مسايرة وداعة الحملان ... 

و بثقل يقصم كاهل الزمن 

يعاكس الوجع ... و لا يهادن 

... أعود إلي ... لأجدني كعادتي 

ظلا وحيدا تاه الظلال 

تمره السكينة و لا تلتفت 

       ... لم يعد في الحسبان ... 


          ... و كلما تعبتِ 

يتمرد النسيم هدوءه 

تهربني نكهة البن 

... و من بين يدي تنفلت 

مرفرفة ... شرفات الجيران 

تفضحني ... أني عدت متعبا 

... بتعب يتكئ تعبي 

يتلعثم عصفور صباحي 

تصلني جراح الأغرودة 

أن الأحبال الرخيمة 

لم تعد تقوى حمل الأصوات 

يتمدد وجعي ... و يزداد 

أن جوهرة الألحان 

فيروزة المهجة ... الوجدان 

لم تعد تقوى العناد 

... يثور بركان شوقي 

إليك ... طليق العنان 

أركن زاوية الأرق حسيرا 

أناشد الصبح ملء صبحي 

كأن يتمهل ... أن يهربني السهاد 

أن يضيء النوم ليلي 

... و عني يحمل شتاتي 

يستجمعني ... مرة ... لحظة 

... أن أنعم  ... الأمان 

أن يتوقف متعاطفا 

      ... قدر العصيان ... 


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Articles les plus consultés