كذبتنا التي أسقطنا عنها تلك الأقنعة/الكاتب أنس الشرايبي
كذبتنا التي أسقطنا عنها تلك الاقنعة................................................................................................................
ثم ماذا لو وقعنا في الحب إثر ضربة حظ؟ تساؤل للكاتبة الراحلة مارغريت دوراس أثار دهشتي على مدار زمن، ذلك اني منذ عمر كنت اجلس لكتابة رواية عاطفية أو حتى بضع رسائل دون أن املك ترف توقع لحظة السقوط في فخاخ حب!
في الحقيقة لا أحد منا يدري بما تخفيه تلك الاسرار الغريبة لقلوبنا، أو بالأحرى ذلك الجزء منا الذي لا يتجاوز وزنه بضع غرامات، والذي طالما أوقع بنا في شراك أشياء لم نملك ترف رؤيتها من مسافة بعيدة، نعيش حيواتنا، نفتح شرفاتنا المغلقة أمام خيوط شمس يوم جديد، نتأمل أفقنا وندري ان كلا منا ينظر إلى عالمه الخاص، لتفاصيل وحدها قلوبنا تراها بألوان تتفاوت بين القتامة وبين من تطغى على سماتهم علامات التفاؤل، نحجز لأنفسنا مكانا خلف فنجان صباحي، ننظر من زوايانا تلك إلى توقعات برجنا، نسلم تارة بحقيقة كوننا ما زلنا قيد انتظار رحلة حب، أو نفسح مجالا لبوابات تفتح على حين غرة لتخبرنا أننا على مشارف صدفة تغير في دواخلنا تلك النظرة للحب كما للأشياء التي تحيط بنا.
على مدى عمر كم ركبت الانسانية برمتها في قطارات تمضي إلى صمت تلك المحطات، فمنا من عاش قصته ذات برهة وصول، أو آخر يعيش رفقة المسافة الفاصلة بين محطتين ليكتشف في لحظة فقدان ما اعتقد أنه بداية ما لقصة انتظرها على مدار زمن، من حجز تذكرة ليقامر بأرقامها على تلك البدايات، أو من غادر من الاتجاه الآخر دون ان يدري بما أخطأته أرقام أخرى على مدار عمر من الخيبات أو تضاد الأقدار.
عمر إذا قضيناه على طرف بعثرة الأشياء، نجلس إلى توقعاتنا، صمتنا العابر، أو حتى أسئلتنا التي عبرنا بها بين زمنين بين عمر كنا نقرأ فيه قصصنا على دفتر ذكريات، وزمن كالذي بتنا فيه أكثر حيرة أمام أشياء تسترقنا من بهجتنا، تقتص من يومنا هامشا آخر لا مكان فيه سوى لشاشة افتراضية تأتي بشظايا قصة تعبرنا في مسافة ومضة قصة تجلسنا إلى فوضى التوقعات أو أخرى نفتح أمامها أجهزتنا، ننظر إلى صورها المستعارة أو كلماتها التي ما عادت تسد جوعنا نكتفي بيتم تأمل أحلامنا التي كتبناها ذات قطعة ورق، أو أخرى غاب بريقها ليتركنا أمام باب موارب لأوهام تظل شعلتها قابلة للانطفاء في لحظة، وبكبسة زر!!!.....
Commentaires
Enregistrer un commentaire