لو بين صيغين/الكاتب أنس الشرايبي

 





لو بين صيفين نجلس إلى دفة أمنيات العمر..................................................................................................................

سريعا إذا يمضي ربيعنا الآخر، ذاك الذي انتظرنا في صمته قطاف امنيات كانت، بورودنا التي أتت محاذية لموعد، أو أخرى كنا نود لو أننا لامسنا تفاصيلها أثناء توقفنا إلى حدائقنا، إلى ذلك البائع الذي افترش جادة ما على مدى عمر، منتظرا ذلك الفصل الذي تزهر فيه قصصنا، أوهامنا، كما رسائلنا التي ارفقناها في فصول مضت بوردة سلمنا قدرها إلى يتم أظرفة، دون ان ندري بما تخفيه تداعيات فصول طالما أجلستنا إلى يتم أسئلة لا تنتهي.

هكذا إذا مر ربيعنا، تاركا معظمنا اسير تناقضات قصة، كما واقع حكم على وردتنا بما لم نكن ندري خباياه ونحن نعتق قصتنا بمطر جادة انتظار، أو حتى ببقايا أظرفة تاهت بنا تفاصيلها على مدى عمر انتظار، ذلك أننا نقبل على فصولنا بذلك المنطق الذي علمتنا إياه الحياة، دون أن ندري ان ثمة أشياء تختلف بمرور العمر، تماما كما اختلفت أشياؤنا، كما صفحاتنا التي تغير حبرها، لتصبح جزءا من أحلام هاربة نلاحقها في صفحة افتراضية.

مضى ربيعنا الآخر إذا حاملا معه بقايا زهرة اختلف لونها باختلاف القصص، محملا بكلفة أحلامه العابرة تاركا إيانا على مشارف فصل عايشنا فيه تناقضاتنا الأخرى، نحمل عدة سفرنا وفي بطائقنا الأخرى مساحة لقصة لا ندري بأي محطة ستباغتنا، نجلس إلى أرقام مقاعدنا تاركين معاطفنا، في دواليب أغلقناها في انتظار فصل آخر، ننظر لتلك المسافة الفاصلة بين الحلم الواقع، بين يتم تذكرة نحتفظ بها للحظة الوصول لوجهة حب، أو حتى لمحطة تأخذنا تفاصيلها لتسترق شيئا منا، تجلسنا على حافة امنيات كانت، أو أخرى كتبناها على ورق ذاكرة، تلك الأماني التي أدرك نزار تفاصيلها وهو يكتب قصيدة بين قطارين.

بالتداعيات نفسها إذا يحل صيف آخر ليجد معظمنا أسرى ذاكرة صيف مضى، بقصة ظلت مؤجلة، أو أخرى اكتشفنا كونها جزءا من خيالنا، من تلك المساحة التي نخصصها للحلم، نرتب ورق فصولنا منتظرين على مسافة من جادة قصة انتهت لتتركنا على شفا الأسئلة، قصة ربما كتبها معظمنا دون أن يدري بوجهة حلم آخر تأتي به فصول أخرى وعكس ما انتظره عاشق او عاشقة على طرف عاقدا قرانه على تذكرة بوجهات تختلف بين زمن وآخر!.

ياتي أيضا صيفنا الآخر ليجدنا قيد صمت الأشياء نعيد تأمل جزء من ذاكرتنا من كتب أمنيات أخطأت فصلها، أو أخرى ظلت توقعاتها شبيهة بمشهد من يجلس إلى طرف شاطيء ليلقي بأحجار امنياته في انتظار قارب امنيات يأتي في اللحظة الأقل!....

Commentaires

Articles les plus consultés