أية مليكة أنت؟/ الشاعرة نازك مسوح
أيَّةُ مَليكةٍ أنتِ؟
_____________
بينَ القبَّةِ الزَّرقاءِ و الحياةِ عهودٌ ومواثيقُ راسخةٌ،
خُطَّتْ بماءِ الذَّهبْ.
أيَّتها السَّماءُ،
أنتِ ملعبُ الأفلاكِ الأرحبْ.
ما سرُّ أنفَتِكْ؟
كيفَ جعلْتِ الرِّفعةَ طوعَ عرشِكِ المُخمَليّْ؟
هكذا ..بمُنتهى الفضولِ،وكرضيعٍ هامَ بأُمِّهِ،
تعلَّقَتْ بكِ عينايَ،ثمَّ صرَخَتْ روحِيْ:
ليتمجَّدِ الخالقْ.
يا لعظمتِكْ!
نهاراً تَقذفينَ كرتَكِ السَّنيَّةَ،فتخترقُ شباكَ قلوبِنا العطشى،
لتنثُرَ الضياءَ والنُّورْ.
ومتى أَفردَتْ جَناحَيها، فمَعزوفةُ الخصبِ تبشِّرُ بالرَّخاءْ.
وإذا ما جنَّ اللَّيلُ، فصدرُكِ مسرحُ النُّجومْ،
ما أروع انطلاقَ مهرجانِها الأزليِّ،
وتجدُّدَ عرسِها الأبديّْ!
كمْ زَها قمَرُها المغناجُ، لِتَتوهَ معهُ الألبابْ!
وكمْ ألَّفَ بينَ قلوبِ العشَّاقِ ليلاً!
فكانَ خيرَ سميرٍ ومؤنسٍ.
أيُّ سحرٍ يُجلِّلُكِ أيَّتها المليكةُ ذاتُ الحُسنِ السرمديّْ؟
تبدِّلينَ عباءَاتِكِ،فتُقبِلُ الدُّنيا،
وتموجُ معها مواسمُ الخيرِ والعزّْ.
طُوبى لكِ صيرورةُ الحياةِ،
إذ لا مكانَ لأغاني الموتِ الحزينةِ،
ولا لأثوابِ الحِدادِ في عليائِكْ.
السَّحابُ والضبابُ ..قناعانْ
فلتتحطَّمْ سدُودُهما،
أمامَ شلالاتِ فجرِكِ النَّقيّْ.
نازك مسُّوح
Commentaires
Enregistrer un commentaire